قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تغطية قناة الجزيرة القطرية المنحازة لجماعة الإخوان في مصر أصبحت العدو الظاهري للدولة المصرية. وتقول الصحيفة أن تعرض صحفيين بالقناة لحظر عملهم مع استمرار سجن 5 منهم، بمن فيهم 3 قبض عليهم الأسبوع الماضي بتهمة الإضرار بالأمن القومي للبلاد، وإغلاق استوديوهاتها، واضطرار العاملين المتبقين للعمل من أماكن مؤقتة كغرف في الفنادق. وإن القناة قبل أعوام كانت تمتدح لتحديها احتكار الحكومات الاستبدادية للإعلام في الشرق الأوسط، وتم الاحتفاء بدورها في إسقاط الرئيس المصري الأسبق مبارك، ويقول محمد النواوي الأستاذ بجامعة كوينز الذي درس قناة الجزيرة "إن الجزيرة حينها كانت بطلة". وتضيف الصحيفة أن السلطات المصرية ومنتقدين آخرين بمن فيهم عاملون سابقون بالقناة يتهمونها بأنها بوق دعاية لمرسي وجماعة الإخوان التي تعد الآن غير قانونية. ويقول هوج مايلز مؤلف كتاب "الجزيرة": القصة الخفية للقناة الإخبارية العربية التي تتحدى الغرب" أن قناة الجزيرة منحت دعم ضخما لجماعة الإخوان." ويقول إيجال كارمون، مدير معهد ميمري في واشنطن الذي يتابع الإعلام العربي: "إن القناة تضخم حجم احتجاجات أنصار جماعة الإخوان لتبدو أكبر على شاشتها، التي تقسمها إلى أجزاء لتوحي بأن هناك احتجاجات ضخمة متزامنة، وإنها تهاجم الجيش بكل طريقة ممكنة وتدافع عن الإخوان بكل ما هو ممكن من الطرق". وتقول الصحيفة بعد أيام فقط من عزل مرسي استقال 22 موظفا من الشبكة بشكل جماعي. بعد أن وجدوا أن تغطية القناة القطرية منحازة لصالح مرسي والإخوان في الأشهر التي سبقت الإطاحة به. ورفضت قناة الجزيرة مرارا هذه الفكرة، قائلة أن الأفراد المستقيلين كان بسبب المخاوف الأمنية والسلامة وسط حملة منظمة لتقويض مصداقية القناة من قبل السلطات المصرية. وتقول الصحيفة: إن شبكة قنوات الجزيرة واجهت لأعوام انتقادا بأنها أداة لراعيها دولة قطر الصغيرة الغنية بالغاز على الخليج العربي، التي مولت القناة منذ ولادتها في 1996، ومولت مؤخرا قناة إخبارية محلية في نيويورك بالولايات المتحدة باسم الجزيرة أميركا، لكن القناة تنفي ارتباطها بالسياسات القطرية وتؤكد استقلالها. ويقول النواوي، أحد مؤلفي كتاب آخر عن قناة الجزيرة" إن القناة تبنت خطا واضحا منذ عزل مرسي بأن حكمه كان منتخبا بشكل ديمقراطي ولم يكن للجيش أن يتدخل، ولكن عندما يكون هناك بلد يشهد استقطابا أيديولوجيا حادا، يكون مثل هذا الموقف مثيرا للجدل بدرجة كبيرة". ويشير الصحفية لمحللين يرون تقديم الجزيرة وجهة نظر واحدة تنحاز لجماعة الإخوان، ولقول الشيخ يوسف القرضاوي بأحد برامجها في يوليو الماضي: إن المسيحيين هم من قاموا باحتجاجات يونيو المناهضة لمرسي، ولقول قيادي جمال نصار، إسلامي آخر، في أغسطس: إن للفريق السيسي وزير الدفاع المصري "أصولا يهودية وينفذ خطة صهيونية لتقسيم البلاد". وتضيف الصحيفة أن القناة كانت تبث باستمرار اعتصام ميدان رابعة المؤيدة لجماعة الإخوان، إضافة إلى ذلك، فقد بثت قنوات العديد من المقابلات مع الناجين من فض الاعتصام. ويقول إيجال كارمون: "إن قناة الجزيرة أمريكا تبدو مختلفة تماما معتمدة على صحفيين غربيين مهرة، ويبدو أن هناك قناتان للجزيرة.. إنها تتحدث بلسان مشقوق بلغتين مختلفتين".