فى تقرير لها، فضحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التغطية غير المهنية وغير المتوازنة لشبكة «الجزيرة» القطرية للأحداث فى مصر منذ الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى فى يوليو الماضى، مؤكدة أنه على العكس من قناتها الموجهة إلى الولاياتالمتحدة التى تكافح لتقديم تغطية إخبارية احترافية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن موقف «الجزيرة» المعلن من عزل مرسى، الذى تصفه ب«الانقلاب» وتغطيتها شديدة التعاطف مع المعزول وجماعته، حوّلا هذه الشبكة إلى «عدو فعلى للدولة المصرية». وتابعت: إن تحول «الجزيرة» إلى شبكة «منبوذة» فى مصر يمثل تراجعًا مفاجئا لحظوظ منظمة إخبارية كثيرا ما كانت تتحدى الاحتكار الإعلامى للحكومات السلطوية فى أنحاء الشرق الأوسط. وقبل ثلاث سنوات فقط، كانت «الجزيرة» موضع احتفاء بعد سقوط الرئيس حسنى مبارك، حسب محمد النواوى، الأستاذ بجامعة كوينز، بولاية كارولينا الشمالية. وتمضى «بوست» للقول إنه منذ ذلك الحين، باتت «الجزيرة» موضع اتهام من السلطات المصرية ومن منتقديها -ومن بينهم موظفون سابقون بالشبكة نفسها- لكونها تعمل كبوق لمرسى وجماعته المحظورة. وقال هيو مايلز، وهو صحفى مستقل ومؤلف كتاب «الجزيرة»: قصة الشبكة الإخبارية العربية التى تتحدى الغرب: إن «الجزيرة قدمت الكثير من الدعم للإخوان، ما من شك فى هذا». واتفق معه يجال كارمون، رئيس معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو معهد يتخذ من واشنطن مقرا له، ويراقب وسائل الإعلام العربية، حيث قال إن الشبكة القطرية تقوم «بشكل منتظم» بالتضخيم من حجم احتجاجات الإخوان من خلال تقريب الصورة على الحشود الصغيرة لجعل عددهم يبدو أكبر. كما تقوم الشبكة حسب قوله، بتقسيم الشاشة للإيحاء بأن هناك احتجاجات ضخمة تحدث فى أماكن مختلفة بالتزامن. ويضيف: «تهاجم (الجزيرة) الجيش بكل طريقة ممكنة، ويدافعون عن الإخوان بكل طريقة ممكنة». ورغم أن «الجزيرة» تنفى خضوعها لإملاءات الأسرة الحاكمة فى قطر، التى بدورها تدعم الإخوان علنا، فإن الشبكة تدعى استقلالها الكامل، لكن هذا لا يبدو مقنعا لعدد من المراقبين الغربيين، حسب «واشنطن بوست».