مع استمرار الآداء المهني "المتحيز" كما يصفه الكثير لقناة "الجزيرة" القطرية، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية تقريرا حول الانتقادات الشديدة الموجهة ل "الجزيرة" بسبب موقفها من مصر منذ عزل الرئيس السابق "محمد مرسي" منذ نحو ستة أشهر، وكذلك آراء عدد من الخبراء بشأن الآداء المهني لشبكة "الجزيرة". وبحسب الكثير فقد أصبحت "الجزيرة" عدوا مرئيا للدولة المصرية، حيث تعمدت وصف الإطاحة ب "مرسي" بالانقلاب العسكري وهو الامر الذي لم تقم به الولاياتالمتحدةالامريكية نفسها، فضلا عن الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها على الحكومة المصرية الحالية وتعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين. وأكد "هيو مايلز" -الصحفي الحر الذي يعمل في القاهرة ومؤلف كتاب عن قناة "الجزيرة"- أن الشبكة قدمت كثيرا من الدعم للإخوان قائلا:"لا يوجد شك في هذا". ويتابع "مايلز" قوله إنه بدلا من أن تغطي "الجزيرة" كافة الاطراف إلا أن تغطيتها لمصر سواء من قبل قناة "الجزيرة" أو "الجزيرة مباشر مصر" مكرسة فقط للمظاهرات المناهضة للحكومة. ومن جانبه يرى "يجال كارمون" -رئيس معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط في واشنطن والمتابع لوسائل الإعلام العربية- إن شبكة "الجزيرة" إعتادت على المبالغة في قوة الاحتجاجات المؤيدة للإخوان من خلال تقريب الصورة على حشود صغيرة لجعلها تبدو أكبر أو بتقسيم الشاشة للإشارة إلى أن هناك عدة احتجاجات كبيرة تحدث معا. وأضاف "كارمون" قائلا:"إن الجزيرة دائما ما تهاجم الجيش بكل طريقة ممكنة وتدافع عن الإخوان بكل طريقة ممكنة". ومن أحد التجاوزات المهنية لشبكة "الجزيرة" تلك الاتهامات التي توجهها الشبكة وضيوفها بدون أدلة، ففي أحد اللقاءات زعم قيادي سابق بالإخوان المسلمين أن الفريق "السيسي" له تراث يهودي وأنه جزء من تنفيذ المخطط الصهيوني لتقسيم مصر. ويعتبر هذا الوضع المنبوذ للجزيرة في مصر تراجعا مفاجئا في حظوظها كمنظمة إخبارية كثيرا ما كان يتم الاحتفاء بها من قبل بتحديها الاحتكار الإعلامي للحكومات الاستبدادية في الشرق الأوسط، فقبل ثلاث سنوات فقط كان هناك إحتفالا بالجزيرة لدورها في إسقاط الرئيس الاسبق "حسني مبارك"، وهو الامر الذي وصفه "محمد النوواي" الأستاذ بجامعة "كوينز شارلوت" -والذي درس الشبكة- بأنه أمرا بطوليا في مصر حينئذ.