نقلت صحيفة " صنداي" البريطانية عن مصادر اسرائيلية ، ان كيري وافق مبدئيا، على إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي في السجون الأمريكية "جوناثان بولارد"، نزولا على طلب نتنياهو، رغم معارضة مسئولي الاستخبارات في واشنطن . وسيتقدم الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" إلى الإدارة الأمريكية لتسليم قائمة المطالب التي يأتي من ضمنها إطلاق سراح بولارد ، حيث وقع جميع اعضاء الكنيست الاسرائيلي على "استرحام" من إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لإطلاق سراح بولارد، بينما امتنع عن التوقيع 14 عضو كنيست. يذكر أن قضية بولارد كانت قد قفزت الى السطح في محاولة من نتنياهو لوقف الإفراج عن الدفعة الرابعة و الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتضم هذه الدفعة 26 فلسطينيا، ضمن صفقة تضم 104 سجينا. و قالت الصنداي، أن بولارد 59 سنة ، الخبير في تحليل المعلومات الاستخبارية ، و الذي الذي كان يعمل في ادارة التحقيقات التابعة للبحرية الاميركية ، ألقى القبض عليه 1985 وقضت المحكمة بسجنه مدى الحياة، حيث أثبتت بيعه لأكثر من مليون صفحة من المستندات الأمريكية السرية الى اسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن هذا العدد الضخم من الوثائق السرية كان يعد كنزاً استخباراتياً لإسرائيل، يماثل في حجمه ما استولى عليه ادوارد سنودن، المتعاقد مع وكالة الأمن القومي الاميركية العام الماضي. و أضافت الصحيفة أنه في عام 1998 كان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قد وافق مبدئيا على اطلاق سراح بولارد، وتوجه نتنياهو آنذاك مستبشرا أن يعود الى اسرائيل بصحبة بولارد، لكن كلينتون تراجع أمام تهديد "جورج تينيت"، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية آنذاك، بالاستقالة إذا أطلق سراح بولارد. وقال "رونالد اوليف"، المسئول في وكالة الامن الاميركية، والذي ألقى القبض على بولارد وحقق معه، للصحيفة، أن بولارد تسبب في اضرار جسيمة للولايات المتحدة ، وأوضح أن دافعه الى ذلك الجشع ونشوة التجسس. وكشف أوليف أن بولارد حاول ارسال معلومات الى باكستان ودول أخرى، مؤكداً على أن المال كان العنصر الفعال بالنسبة لبولارد ، و لكن وبعد أن ألقي القبض عليه ، حوّل بولارد كل شيء فجأة الى حب اسرائيل . وعن الفرق بين "سنودن" و"بولارد" قال اوليف "أن سنودن تمكن من الاطلاع على أعمال وكالة الأمن القومي، اما بولارد فأمكنه الإطلاع على جميع هيئات الاستخبارات بأكملها من وكالة الاستخبارات الدفاعية ، إلى وكالة الامن المركزي الى وكالة الفضاء الاميركية واستخبارات البحرية الاميركية، الى كل ما يخطر على البال من مواقع". وقد حصل بولارد الذي يقبع في سجن فيدرالي في كارولينا الشمالية على الجنسية الاسرائيلية عام 1995، وينوي الإقامة في اسرائيل.