أثارت المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حق المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، أمس الأول الاثنين، استياء وغضبا دوليا وعربيا واسعا. وقال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة زيد رعد الحسين إن «مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات بالرصاص الحى فى غزة يجب أن يتوقف فورا، وعلى المسئولين عن هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان أن يحاسبوا». كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن قلقه العميق للوضع فى القطاع المحاصر، وأدانت منظمة العفو «الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان و«جرائم الحرب» بغزة. من جانبه أدان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون المجازر الإسرائيلية، وذلك خلال محادثتين عبر الهاتف أجراهما، أمس الأول الاثنين، مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثاني، وقال وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان «فى وقت يتصاعد التوتر على الأرض تدعو فرنسا جميع الفرقاء إلى التحلى بالمسئولية بهدف تجنب تصعيد جديد». كما قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانى «نحن قلقون إزاء التقارير عن العنف وخسارة الأرواح فى غزة، وندعو إلى الهدوء وضبط النفس لتجنب أعمال مدمرة لجهود السلام». وحثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى على «أقصى درجات ضبط النفس»، وصرحت «قتل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال وأصيب مئات بنيران إسرائيلية خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة، ونتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر فى الأرواح». وتابعت: «على إسرائيل احترام حق الاحتجاج السلمى ومبدأ عدم الإفراط فى استخدام القوة. وعلى حماس ومن يقودون المظاهرات فى غزة ضمان أن تظل غير عنيفة ويجب ألا يستغلوها لأغراض أخرى»، وذكرت ب«الموقف الواضح والموحد للاتحاد الأوروبي» بشأن القدس. من جهته، أعلن الناطق باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ردا على سؤال حول ما إذا كان نقل السفارة الأمريكية يثير مخاوف روسيا من تفاقم الوضع فى المنطقة، «نعم، لدينا مثل هذه المخاوف وسبق أن عبرنا عنها». كما قال وزير الخارجية سيرجى لافروف: «إننا مقتنعون بأنه يجب ألا نعود من جانب واحد عن قرارات الأسرة الدولية، ومصير القدس يجب أن يقرر بالحوار المباشر مع الفلسطينيين». ودعا وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرز إلى «تجنب الاستخدام المفرط للقوة واستئناف الحوار للتوصل إلى حل دائم للنزاع فى أقرب فرصة»، كما أبدت وزيرة خارجية النرويج آنى إريكسن سورايدى قلقها العميق لدوامة العنف التى نشهدها حاليا على الحدود بين إسرائيل وغزة، وتابعت «من غير المقبول إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين». ووجه الرئيس البرازيلى ميشال تامر «نداء من أجل السلام»، معبرا عن أسفه «لأعمال العنف الرهيبة». وقالت البعثة الكويتية لدى الأممالمتحدة إنها دعت لاجتماع طارئ لمجلس الأمن، أمس الثلاثاء حول الوضع فى الشرق الأوسط، وقال منصور العتيبى سفير الكويت لدى المنظمة «ندين ما حدث، سيكون هناك رد فعل من قبلنا». وأعلنت الجزائر، أمس الثلاثاء، «إدانتها الشديدة لحمام الدم الذى ارتكبه الاحتلال الإسرائيلى فى غزة ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزل» بحسب ما أفاد بيان لوزارة الشئون الخارجية وجاء فى البيان أنه «فى مواجهة هذه الجريمة البشعة، على المجتمع الدولى وخاصة مجلس الأمن أن يتحمل مسئوليته لحماية الشعب الفلسطينى وفقا للقوانين الدولية الإنسانية ورفع الظلم الذى سقط عليه». من جهته، جدد العاهل المغربي، الذى يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وقال فى رسالة إلى عباس إن هذه «الخطوة تتعارض مع القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التى تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانونى والتاريخى للمدينة المقدسة. ووصفها بالعمل الأحادى الجانب الذى يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية فى التأكيد عليه». من جهة أخرى، عبر مصدر مسئول فى الخارجية السعودية «عن إدانة المملكة العربية السعودية الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى». وقال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف فى تغريدة على تويتر «النظام الإسرائيلى يذبح عددا كبيرا من الفلسطينيين بدم بارد أثناء احتجاجهم فى أكبر سجن مفتوح فى العالم». وأوردت وكالة «سانا» الرسمية عن مصدر فى وزارة الخارجية السورية أن «الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات المجزرة الوحشية التى ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلى بحق المدنيين الفلسطينيين العزل».