تصاعد التوتر بين العدوين اللدودين، إسرائيل وإيران، بعد أكبر عدوان إسرائيلى على سوريا منذ بدء الحرب الأهلية، ردًا على ما قالت تل أبيب أنه أول إطلاق مباشر على قواتها من القوات الإيرانية الموجودة بسوريا. ويعتقد أن 23 جنديًا على الأقل لقوا حتفهم فى غارات جوية إسرائيلية لم يسبق لها مثيل، والتى قالت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت تقريبًا كل البنية التحتية العسكرية التابعة لطهران داخل البلد الذى مزقته الحرب. وقال ماهان عابدين، محلل فى السياسة الإيرانية، إن إطلاق الصواريخ كان أضعف من أن يصل إلى رد إيرانى حقيقى للهجمات المتكررة من قبل إسرائيل ضد القوات الإيراني، معتقدا عتقد أن الرد الإيرانى سيكون أكثر قسوة. وقال «عابدين»: إن وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، قال إن ما يحدث فى سوريا هو جولة من الصراع، وهناك مجال واسع للتصعيد، والآن بعد أن خرجت الولاياتالمتحدة من صفقة إيران، للأسف، فإن إيران وإسرائيل أكثر حرية لمهاجمتهما مباشرة. وفى نفس السياق، قالت باربرا سلافين، مديرة مبادرة مستقبل إيران فى المجلس الأطلسي، إن الخطاب القاسى من الولاياتالمتحدة وإسرائيل فى مواجهة ما يسمى استفزازًا إيرانيًا، يشير إلى أنهما يعملان جاهدين لتصعيد المواجهة العسكرية. فيما قال الدكتور رهام ألفاندي، وهو أستاذ بريطاني، إن «ترامب» و«نتنياهو» يأملان فى استفزاز القيادة الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات من شأنها عزل إيران وإضعافها فى نهاية المطاف. وأضاف أنه من غير المحتمل أن ينجحا فى ذلك، حيث إن السياسات الإقليمية الإيرانية تقوم على علاقات استراتيجية طويلة الأجل، مبنية على مدى عقود، وليست انتصارات فاترة على المدى القصير. «محللون»: الضربات الإيرانية القادمة أكثر عدوانية و«طهران» ستفعل المستحيل لتفادى «عقوبات ترامب» وسائل إعلام أمريكية: «الملالي» سيعتمد على كيانات اقتصادية خلال الحرب القادمة منها الصينوروسيا والهند أشار الهجوم الصاروخى الإيرانى الجريء، مؤخرا، على قوات «الاحتلال الإسرائيلي» فى مرتفعات «الجولان» السورية المحتلة، إلى عدم رغبة إيران، فى اتخاذ نهج دبلوماسي، للتوصل إلى الخروج الأمريكى من الاتفاق النووي، ومن المرجح أن تقوم إيران خلال الأيام القليلة القادمة، بفعل كل ما فى وسعها للالتفاف على العقوبات. فى المقابل قصفت الطائرات الإسرائيلية، عشرات الأهداف الإيرانية فى سوريا، عقب الهجوم الصاروخى الإيراني، على القوات الإسرائيلية فى مرتفعات الجولان، الذى وصفته إسرائيل بأنه غير ناجح، وبذلك يعتبر الحادث، أول تبادل عسكرى مباشر بين البلدين، ويمكن أن يكون تحذيرًا من تصاعد التفاعلات الصدامية مستقبلا. وحسبما ذكرت قناة «سى ان بى سي» الأمريكية، على موقعها الرسمي، فإنه سواء كان الرد الإيرانى المباشر، أو عدم تخلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن الاتفاق النووي، فإن الإجراء الإيرانى قد يكون علامة على وجود انقسام داخلى فى إيران. وأشارت «القناة» فى تقريرها، أنها تعتقد أن إيران سوف تعتمد على كيانات اقتصادية أخرى خلال الحرب القادمة، مثل الصينوروسيا والهند، فيما أشار محللون، إلى أن «إيران» تعلمت الالتفاف على العقوبات فى المرة الأخيرة وقد تفعل ذلك مرة أخرى ولذا اتخذ «ترامب» هذا الإجراء. من جانبه قال الرئيس حسن روحاني، إن إيران ستسعى للبقاء فى الاتفاق النووى إن أمكن، وإن الهجوم على إسرائيل، كان يحمله الحرس الثورى الإيراني، الذى يتلقى الأوامر من المرشد الأعلى، آية الله على خامنئي. وقال جون كيلدوف، المحلل السياسى الأمريكي، إن هذا التصعيد حقيقى أمر مهم، والانتقام من جانب إسرائيل هو بداية الصراع، والدخول فى حرب مباشرة، وأوضح: «أعتقد أن الرئيس الإيرانى حسن روحاني، فقد دعم المرشد الأعلى، وعاد الحرس الثورى الإسلامي، إلى الصعود للمشهد السياسى مرة أخرى». وقال «روحاني» يوم الثلاثاء الماضي، إن إيران ستتحدث مع الأعضاء الآخرين فى الاتفاق النووى لعام 2015 «الصينوروسياوألمانيا والمملكة المتحدةوفرنسا»، لمعرفة ما إذا كان يمكن الحفاظ عليه من دون الولاياتالمتحدة، لكن «خامنئي» قال إنه فى الوقت الذى تريد فيه إيران مواصلة الصفقة النووية، فإنه لا يثق فى المملكة المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا، دون الإشارة صراحة للصين وروسيا. وتقول «روسيا» إنها تنوى البقاء فى الاتفاق النووى على الرغم من الولاياتالمتحدة، ودعا «الكرملين» إسرائيل وإيران إلى تخفيف التوترات والسعى إلى حل دبلوماسي. كما أدلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله على خامنئي، بتعليقات تهديدية موجهة إلى الرئيس الأمريكي، قائلًا إنه ارتكب خطأً كبيرًا وأن «ترامب» سيكون «طعامًا دوائيًا» بينما لا تزال الجمهورية الإيرانية قائمة - حسب تعبيره. ووصف «ترامب» هذا الأسبوع، الاتفاق النووى بأنه «كارثي» ووعد بمزيد من العقوبات الاقتصادية ضد إيران، لكن المحللين يقولون أيضًا، إن القضية الأكبر على المدى البعيد، هى الانشقاق فى السياسة الداخلية الإيرانية، ومن الذين سيكتسبون اليد العليا فى النهاية. فى نفس السياق، قالت هيليما كروفت، المحللة الأمريكية الاستراتيجية، إنه من غير المرجح أن تقلص الصين مشترياتها من النفط الإيراني، وربما تزيدها فى الواقع، ومن المرجح أيضًا أن تجد إيران حليفًا لها فى روسيا، تحت ضغط العقوبات الأمريكية، ويمكن لإيران أولا استكشاف القنوات الدبلوماسية، بعد قرار ترامب باستئناف فرض العقوبات على إيران، بناء على أدلة من إسرائيل، بأنها تواصل برنامجها النووي، وتدعم المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، لكن بينما يمكن لإيران، أن تذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن «أمريكا» تجلس فى مجلس الأمن. ويتوقع المحللون، أن الشركات الأوروبية التى لا ترغب فى منعها من التعامل مع الولاياتالمتحدة، للامتثال للجزاءات المتجددة، فمن المتوقع أن يواصل القادة الأوروبيون العمل لإيجاد طريقة للحفاظ على الاتفاق، وعلى الرغم من وجود جدل كبير حول فعالية الإجراء الأمريكى الأحادى الجانب تجاه إيران، إلا أن هناك اعتقادا أن إحياء التهديد بإغلاق الشركات غير المتوافقة، من الأسواق المالية الأمريكية يوفر للبيت الأبيض عصا قوية. وعلى الرغم من أن الامتثال الصيني، قد لا يكون على الأرجح، إلا أنه متوقع، وجود درجة عالية من التعاون من الشركات الأوروبية واليابانية والكورية الجنوبية، رغم معارضة الحكومة المضيفة لهذه الخطوة الأمريكية بحسب تقارير الصحفية.