زوز نبيل فنانة مشهورة، وذاع صيتها فى الوسط الفني، وشغلت العديد من المناصب، ففى الخمسينيات عملت كرقيبة لمدة ثلاث سنوات فى رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون. وعقب ذلك تولت إدارة المسرح الشعبى بوزارة الثقافة عام 1959 وبعدها عملت بمؤسسة المسرح عام 1962 إلى عام 1964 كذلك كانت تقوم بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبدالوارث عسر، وفى الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة. تحدثت الفنانة القديرة «زوزو نبيل» عن بداية رحلتها الفنية قائلة «إن رحلتها الفنية بدأت مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان، واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبى، وأوضحت أن أول أفلامها السينمائية كان فيلم «الدكتور» فى عام 1937، كما أنها اشتهرت بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية. ولفتت «الفنانة القديرة خلال حوار من ذاكرة ماسبيرو» فى برنامج «المشاهير» أن إحدى بدايها السينمائية كانت دور صديقة أم كلثوم، فى فيلم «سلامة»، كما كررت نفس التجربة، ولكن هذه المرة مع شادية فى فيلم لحن الوفاء، وآخر أفلام الفنانة الكبيرة كان فيلم المرأة والساطور. وتابعت «نبيل» أنها قدمت نجاحات فى تقديم الأدوار المركبة والصعبة جعل مخرجي جيلها يضعونها على رأس قائمة اختياراتهم، حتى أن المخرج حسن الإمام أشركها لوحده فى 12 فيلمًا من أفلامه، كان أولها فيلم «أسرار الناس»، كما أن الملفت للنظر أنها قدمت معظم أدوارها أمام الراحل محمود المليجي، ومن أهم أعمالها «مصنع الزوجات»، «الحب لا يموت»، «اعترافات زوجة»، «الخرساء». وأكملت «نبيل» كانت تقول إن الفنان الحقيقى لا يعتزل إلا عندما يموت، ورفضت الاعتزال حتى عندما تقدم بها العمر، وعندما انتشرت شائعة اعتزالها التمثيل فى عام 1989 لبلوغها سن الخامسة والسبعين قالت «أنا الآن فى الخامسة والسبعين والتمثيل يجعلنى على الأقل أصغر بعشر سنوات، وإذا اعتزلت التمثيل سأكبر عشر سنوات، فأكيد سأختار أن أصبح فى الخامسة والستين بدلا من الخامسة والثمانين». وتحدثت عن حياتها الشخصية قائلة «إنها تزوجت مرتين، الزواج الأول عندما كانت صغيرة السن وتوفى زوجها الأول واسمه سامى عاشور، بعد فترة قصيرة من زواجهما، ولها منه وحيدها نبيل الضابط فى الجيش المصري، والذى استشهد فى حرب أكتوبر 1973 ولها منه ثلاثة أحفاد. كما تحدثت عن قصة زواجها الثاني، فقد شغل منصب وكيل وزارة، وبعد الزواج انتقل للعيش مع زوجته الأولى وأولاده إلى بيت الفنانة الكبيرة، وزوجت زوزو ابنها الوحيد إلى ابنة زوجها من زوجته الأولى. واستطردت: «كنت أتمتع بعلاقة صداقة رائعة مع ضرتى، وكانت تتباهى بأنهما أكثر من شقيقتين، حيث إن زوزو نبيل كانت تزور ضرتها باستمرار وتتصل بها لتطمئن عليها وعلى أحوالها، واستمرت صداقتهما حتى النهاية. وعندما أرادت زوزو نبيل أن تصبح ممثلة، وهى لا تزال صغيرة فى السن، وذلك لإحساسها بالموهبة، عارضتها والدتها بشدة ومنعتها من التمثيل، ولم توافق والدة زوزو نبيل على أن تصبح ابنتها ممثلة إلا بعد بكاء وتوسلات عديدة، وبعد أن أقسمت زوزو بأن تصبح مثالًا للشرف والاستقامة، وهو قسم حافظت زوزو عليه حتى آخر أيام حياتها. توفيت فى 3 مايو 1996 نتيجه التهاب رئوى حاد وعجز فى القلب، قبل عرض فيلمها الأخير (رجل مهم جدًا) بحوالى 5 أشهر، وبكى زوزو نبيل العديد من عشاق فنها، وشُيعت جنازتها من مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين، ودفنت بمقابر 6 أكتوبر. كان آخر أفلامها هو الفيلم الكوميدى (رجل مهم جدًا) مع فاروق الفيشاوى ومعالى زايد، فى عام 1996، حيث توفيت قبل عرض الفيلم بحوالى خمسة أشهر تقريبًا.