تتعرض محافظات مصر لموجة من الطقس السيئ، تتمثل في هطول الأمطار بغزارة، تصل إلى حد سيول في بعض المناطق، مع الرياح المثيرة للرمال والأتربة، والتي تمتد إلى القاهرة. ويتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية أن يسود اليوم الاثنين، طقس شديد الحرارة على معظم الأنحاء، مائل للحرارة على السواحل الشمالية نهارا مائل للبرودة ليلا وتظل السحب المنخفضة والمتوسطة يصاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة، وتكون رعدية أحيانًا، وغزيرة على سلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء ومناطق من جنوب البلاد. وقال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن هناك عاصفة ترابية بدأت على الفرافرة، وتتجه إلى الداخل، مؤكدًا أن المواطنين سيلاحظون البرق والرعد، وأن موجة الطقس السيئ ستستمر لمدة 48 ساعة. وأضاف عبدالعال، في تصريحات له، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سبق واعتمد 100 مليون جنيه، لتركيب رادار الطقس، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأنه سيتم البدء في العمل بداية من شهر مايو المقبل. وتابع: "أن الهيئة تعمل على تركيب هذا الرادار في مختلف المحافظات، إذ سيمكّن خبراء الهيئة من معرفة حجم الأمطار المتوقعة". وطالب عبدالعال، المواطنين، بالعودة إلى استخدام المظلات "الشمسية" مرة أخرى، وتجنب الشمس المباشرة لفترات طويلة، وأن درجة الحرارة على القاهرة، اليوم الاثنين، ستصل إلى 38 درجة، مشيرًا إلى أن محافظاتأسيوط وقنا وسوهاج وسيناء والسويس والغردقة، الأكثر عرضة للسيول. وقدم الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث السابق، طريقة للتعامل مع العاصفة الترابية، حتى تمر بسلام، مشيرًا إلى ضرورة استخدام الشمسية أثناء التعرض للشمس، مع دهان الوجه والأجزاء المعرضة لها بكريم واقِ. وأكد الناظر، ضرورة ارتداء الملابس القطنية البيضاء، أو ذات الألوان الفاتحة، والإكثار من شرب الماء، وتناول السلطة الخضراء، وارتداء النظارات الداكنة اللون لحماية العين من الأتربة، وضرورة الالتزام بالمنزل لمرضى الحساسية والأطفال وكبار السن، وإغلاق نوافذ المنزل. أما الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، فقال إن رياح الخماسين من الممكن أن تستمر حتى شهر يونيو المقبل، محذرًا من أنها ستكون محملة بالرمال والميكروبات والفيروسات ومسببات الحساسية. وأضاف بدران، في تصريحات تليفزيونية، أنه يجب غسل الوجه، والاستنشاق، وغسل العيون باستمرار، للقضاء على مسببات الحساسية. فيما اتخذت المحافظات استعداداتها لمواجهة موجة الطقس السيئ، إذ رفعت درجة الاستعداد القصوى، مع انعقاد دائم لغرف العمليات، لمواجهة أي تداعيات للأمطار والعاصفة الترابية. هذا التقلب في الحالة الجوية، يعود لعدد من الأسباب، أبرزها التغير المناخي، الذي يهدد العالم بأكمله، وفي القلب منه مصر، التي لم يعد طقسها حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاءً، كما كان في الماضي، ففصل الصيف تصل فيه درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة، لما فوق الخمسين، وتستمر الحرارة المرتفعة حتى شهر ديسمبر. هذا "التطرف" في الطقس، يهدد عددًا من المدن المصرية، على رأسها الإسكندرية، المهددة بالغرق بالكامل، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان طبقات الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، نتيجة الاحتباس الحراري. ولمواجهة الأضرار المتوقعة في هذا الشأن، صدّقت مصر على اتفاقية الأممالمتحدة للتغيرات المناخية، وأصدرت قانون البيئة رقم 4 عام 1994، بالإضافة إلى المشاركة في كافة المؤتمرات، وحلقات العمل الدولية، المتعلقة بالتغيرات المناخية، لتجنب فرض أي التزامات دولية على الدول النامية ومنها مصر. ونفذت وزارة الموارد المائية والري، مشروعات لحماية الشواطئ (هيئة حماية الشواطئ)، وأيضًا إنشاء معاهد البحوث المختصة بالتعاون مع شركاء التنمية.