لم يكن فى مخيلة القائمون على مستشفى «شفاء الأورمان» لعلاج الأورام، بمدينة طيبة شمال الأقصر، عندما قاموا بوضع حجر الأساس له فى عام 2015 فى ديسمبر 2014، أن يكون المستشفى قبلة للمرضى من أنحاء العالم العربى وليس فى مصر أو صعيدها فقط، فالمستشفى كان بمثابة ثمرة للتعاون بين مؤسسة شفاء الخيرية وجمعية الأورمان، فى ظل رؤية وهدف مشترك يتمثل فى تقديم العلاج المجانى لمرضى السرطان بالأقصروالمحافظات المجاورة. وتم اختيار محافظة الأقصر لكونها أكثر محافظة لم تشملها الرعاية الطبية لعلاج السرطان، إيمانًا منا بأهمية توفير العلاج، حيث أصبح المستشفى أول وأكبر مستشفى متكامل لعلاج السرطان فى صعيد مصر بالمجان تماما، وتم تجهيزه بأحدث أجهزة التشخيص والعلاج على مستوى العالم فى مجال الأورام السرطانية، وأصبح يخدم سكان 6 محافظات بجنوب الصعيد، بتعداد سكانى يبلغ حوالى 11 مليون نسمة، وعدد حالات سرطانية حوالى 12 ألف حالة جديدة كل سنة، إلى جانب الحالات المكتشفة من قبل فى تلك المحافظات. وبالتزامن مع مرور عامين على افتتاح مستشفى شفاء الأورمان، والعمل بشكل رسمى فى 27 مايو 2016 ثم افتتاح المرحلة الثانية فى نوفمبر الماضى، وتدشين المرحلة الثالثة مطلع العام الجارى، بدأ المستشفى فى إدخال الأمل إلى قلوب مرضى الدول العربية، حيث استقبل المستشفى عدد من المرضى بالعالم العربى فى إطار دوره الإنسانى والطبى فى استقبال وعلاج جميع المرضى، حيث يتلقى المستشفى الآن مرضى من دول «السودان، والجزائر، والمغرب» للعلاج المجانى وسط اهتمام كبير من الإدارة والأطباء والعاملين بالمستشفى. «فاطمة» من المغرب بداية، أكدت فاطمة إدريس بلحسين، من دولة المغرب، ومقيمة بمحافظة الغربية، ارتياحها بتلقيها العلاج داخل مستشفى «شفاء الأورمان» لعلاج الأورام بالمجان بمحافظة الأقصر، والتى تتوجه إليه بصفة دورية لتلقى العلاج برفقة زوجها المصرى مصطفي أبوالعطا المقيم بمدينة سمنود، مشيرة إلى أنها اكتشفت إصابتها بالورم الخبيث بعد الكشف عند أكثر من طبيب، وتوجهت لعدد من المؤسسات الخيرية للحصول على علاج على نفقة الدولة، لكونها ليست مصرية، وعندما بحثت عن ثمن العلاج علمت أنه مرتفع وباهظ الثمن للغاية، ودب فى قلبها اليأس من العلاج من هذا المرض اللعين. وأضافت ابنة دولة المغرب، أن نجلها الذى يعمل بالجونة، وصف له أصدقاؤه هناك مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بمحافظة الأقصر، فقررت زيارة المستشفى برفقة زوجها لمعرفة التفاصيل، وقالت: «عندما وصلنا المستشفى فوجئنا بمستوى المعاملة ومقابلة الجميع لنا بالابتسامة ورحبوا بنا جدًا، ولم أصدق أن فى صعيد مصر يوجد مستشفى بهذا المستوى العالمى، وبدأت فى الحال فى جرعات العلاج ومازلت مستمرة فى تلقى العلاج داخل المستشفى، ولو تم العلاج على يومين يقومون بعمل إقامة ليلة فى دار الضيافة التابعة للمستشفى وأشكر القائمين على هذا الصرح لدوره الكبير فى تقديم جرعات العلاج المجانية وحسن المعاملة والخدمة المميزة للمرضى دون تمييز». أما زوجها المصرى مصطفى أبوالعطا المقيم بقرية الناصرية بمدينة سمنود، بمحافظة الغربية، فقال «إنه اصطحب زوجته بعد تعريفهما بالمستشفى من قبل أهل الخير، حيث استقبلهما الجميع بحسن الضيافة والكرم والمحبة المشهور بها أبناء الصعيد، ولم تتوانى المستشفى فى تقديم العلاج لزوجته بالمجان تمامًا، بعد فشلهما فى الحصول على علاج على نفقة الدولة، مشيرا إلى أنه لمس مستوى طبى ضخم يضاهى المستشفيات العالمية، وخدمات طبية من الممرضين والعمال والموظفين بمستوى متميز، مناشدًا الجميع بالمساهمة فى التبرع للمستشفى، هذا الصرح الذى يقدم العلاج لأمهاتنا وزوجاتنا وأولادنا وآباؤنا كبار السن بالمجان تمامًا، ويوفر عليهم مجهود كبير فى السفر والمعاناة فى تلقى العلاج». «معاذ» من الجزائر فيما قال خالد حجمان، من دولة ولاية تلمسانبالجزائر، «إن نجله «معاذ» أصيب بورم فى المخ، ووجدنا صعوبة فى علاجه فى الجزائر، ونصحنا الأطباء بضرورة علاجه فى إسبانيا أو فرنسا أو مصر لوجود أجهزة إشعاعية متطورة، وبالفعل خاطبنا مستشفيات متخصصة فى إسبانيا وفرنسا لقربهما جغرافيا من الجزائر، ولكن لم يصلنا أى رد حتى تواصلنا مع إدارة مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، عن طريق أحد الأصدقاء المصريين الذين رحبوا بنا وحددوا لنا موعدا سريعا للحضور وإجراء الكشوفات والبدء فى العلاج». ويضيف حجمان، «وصلنا للمستشفى برفقة زوجتى ونجلى المريض بعد أن قطعنا مسافة تتعدى 3500 كيلو متر، ولم أكن أتخيل حجم الحفاوة والاستقبال الطيب من كل العاملين فى المستشفى، حتى أن مدير المستشفى استقبلنا بنفسه، وأمر بتوفير كل الإمكانيات الطبية لعلاج «معاذ»، كما خصصت إدارة المستشفى سكنا خاصا بالقرب من المستشفى لنا بشكل استثنائى، نظرا لحضورنا من خارج مصر، كما أن الأطباء والعاملين بالمستشفى لم يكتفوا بتقديم العلاج بل أهدوا «معاذ» ألعابا وهدايا رائعة وشاركوه الرسم والتلوين خلال جلسات تلقى العلاج، وأوجه الشكر لإدارة المستشفى ولكل المصريين على حفاوتهم وحسن استقبالهم ومحبتهم». «عائشة» من السودان قالت عائشة محمد، من السودان، «والدتى تعانى من ورم فى الوجه، وجئنا من السودان بعد أن علمنا بوجود مستشفى متخصص لعلاج الأورام فى الأقصر، وفور وصولنا تم اتخاذ اللازم وإنهاء إجراءات دخول والدتى سريعا، حيث وصلنا إلى المستشفى أنا و3 من أشقائى وأقاربى، وأخبرونا أن اللوائح تقضى بوجود المريض ومرافق فقط داخل المسكن المخصص لهما خارج المستشفى، ولكن نظرا لحضورنا من السودان قرروا تخصيص سكن لكل أشقائى وأقاربى بشكل استثنائى، فأنا لم أكن أتوقع أن مستشفى تقدم كل هذه الخدمات لغير المصريين بالمجان، وأوجه الشكر لإدارة المستشفى على اهتمامهم ورعايتهم بوالدتى».