يعيش نظام المرشد الإيراني، على خامنئي، حالة شديدة من الذعر والخوف، فى ظل استمرار الاحتجاجات والتظاهرات الغاضبة داخل الشارع الإيراني، حيث قامت السلطات الأمنية، بغلق تطبيق «تلجرام» بمواقع التواصل الاجتماعى بالبلاد، فى 20 مارس الماضي، نظرا لدوره فى فضح قمع نظام المرشد للتظاهرات الإيرانية. وأعلن علاء برجودي، رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيراني، فى حديث للإذاعة المحلية الإيرانية، السبت الماضي، إن الإيرانيين سيودعون برنامج التواصل الاجتماعي «تلجرام»، على أن يتم وضع برنامج وطنى للتواصل الاجتماعى يكون مماثلًا للخدمات التى يقدمها تلجرام، واصفا حجب التطبيق بالأمر المهم للحفاظ على الأمن القومى الإيراني، منوهًا إلى أن «تلجرام» لعب دورًا خطيرًا خلال الاحتجاجات الشعبية التى اندلعت العام الماضي، فى مناطق مختلفة من إيران. وأكد «برجودي» أن بلاده لديها اليوم القدرة على وضع نظام وطني، فى مجال الفضاء الإلكتروني، مثل «سروش» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، مبينًا أن عدد مستخدمى برنامج «سروش» حاليًا يصل إلى 3 ملايين مستخدم، فيما يبلغ عدد مستخدمى «تلجرام» أكثر من 40 مليون إيراني، مشددًا على أن حجب «تلجرام» سيدفع جميع مستخدميه للجوء إلى برامج التواصل الاجتماعى الإيرانية. يشار إلى أنه تم إغلاق تطبيق «تلجرام» مؤقتًا خلال الاحتجاجات التى شهدتها بعض المدن الإيرانية، فى أوائل يناير من بداية العام الجاري، لكن نحو 10٪ من المستخدمين الإيرانيين تمكنوا من الوصول إليه عبر برامج تجاوز حجب المواقع الالكترونية، حيث تحوى إيران نحو 40 مليون مستخدم لتطبيق «تلجرام»، فى دولة تملك 45 مليون مستخدم للإنترنت، وفقًا للاتحاد الدولى للاتصالات «ITU». ووفقًا لوزير الإرشاد الإيراني، فإن 80٪ من المعلومات باللغة الفارسية يتم نقلها عبر تلجرام إلى الإنترنت، وطبقًا لنواب فى مجلس شورى النظام: «فإن حجب تلجرام سيضر ب 200 ألف وظيفة ويصيب نصف مليون شخص فى ضائقة مالية». وقال «خامنئي» خلال اجتماع مع قادة النظام يوم 12 يونيو الماضي: «فى الفضاء السيبراني، أهم شيء هو شبكة المعلومات الوطنية، لسوء الحظ، هناك قصور فى هذا المجال، أن نعمل بقصور وعيوب فى هذه المجالات بقولنا لا ينبغى المنع من الفضاء المجازي، فهذا لا يحل مشكلة، وهو ليس منطقيا بشكل صحيح ... لماذا يجب أن نسمح لتلك الأفعال، التى تضر من قيمنا، وخلافا لمبادئنا الأساسية، أن تتوسع داخل البلاد ... لذلك، فإن مسألة شبكة المعلومات الوطنية مهمة جدا أيضا». وقد استخدم عدد من المتظاهرين التطبيق لتنظيم الاحتجاجات، وقد لعبت القنوات العامة للتطبيق دورًا أساسيًا فى بث المعلومات لجمهور أوسع، بينما ساهمت الرسائل المشفّرة على نقل الصور ومقاطع الفيديو للمواجهات الدموية. وفى عام 2009، استخدم موقع «تويتر» لتنسيق وتنظيم ما سمى ب «انتفاضة الحركة الخضراء الإيرانية»، والتى سميت أيضًا ب «انتفاضة تويتر»، وقد حجبت السلطات أيضًا قدرة الوصول إلى «تويتر» للحد من المظاهرات، وخلال «الحركة الخضراء»، طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من «تويتر» تأجيل موعد الصيانة الخاص به، كى تتوفر الفرصة أمام الإيرانيين للدخول إلى المنصة الاجتماعية، وذكرت الخارجية حينها الدور الأساسى الذى لعبته المنصة لنشر المعلومات حول المظاهرات. من جانبها اعتبرت المعارضة الإيرانية فرض قيود على الإنترنت وحجب موقع تلجرام من قبل نظام خامنئي، بأنه يأتى تخوفا من تصاعد الانتفاضة داخل إيران ضد حكم المرشد، مطالبة الأممالمتحدة والهيئات الدولية بالتدخل لحماية حق الشعب الإيرانى فى الحصول على الإنترنت، وأكدت أنه انتهاك لحقوق الإنسان. وطالبت المعارضة الإيرانية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء والهيئات الدولية ذات الصلة، مثل الاتحاد الدولى للاتصالات، بإدانة قوية لقرصنة الإنترنت وقمع الاتصالات من قبل نظام خامنئى فى إيران. واعتبرت المعارضة الإيرانية، أن وضع قيود على الإنترنت وحجب تلجرام ووسائل التواصل الاجتماعى الأخرى، يعد خرقا لكثير من المعاهدات الدولية، ولا بد من توفر المتطلبات اللازمة للشعب الإيرانى للوصول إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية، ودعت الشعب الإيراني، وخاصة الشباب، للاحتجاج على قيود الإنترنت وإغلاق تلجرام، والثورة على نظام الملالى القمعى والديكتاتوري. مؤكدة أن نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين فى إيران، يهدف إلى زيادة القيود على الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعى مثل تلجرام، زعما منه بمنع تصعيد الانتفاضة وانتشار حالات النهوض والاحتجاجات الشعبية التى تحدث كل يوم فى أجزاء مختلفة من البلاد. المؤشرات تؤكد، أن نظام المرشد على خامنئي يعيش حالة خوف وقلق من ثورة قادمة، فى ظل تدنى الأوضاع الاقتصادية وقمع الحريات، وارتفاع معدل التظاهرات فى البلاد والتى وصلت لنحو 5762 من الاحتجاجات، ما يعنى أنه فى المتوسط كان هناك 480 حركة احتجاجية فى الشهر و16 حركة احتجاجية فى اليوم وأغلب هذه التظاهرات يتم نقلها عبر «التلجرام» مع تضيق نظام «آيات الله» على وسائل الإعلام فى إيران وغلق المعارضة له، والأوضاع تشير إلى أن إيران مقبلة على مرحلة ثورة، تهدد بالإطاحة بعرش خامنئي، وكل الأساليب التى يسخدمها النظام لمنع الثورة المقبلة، قد تكون جزءا من اندلاع الثورة ضده وإنهاء حقبة حكمه، والقمع باسم الدين.