أدانت رابطة علماء المسلمين الجريمة النكراء التي وقعت في مدينة (قندوز بأفغانستان) إثرالغارة الجوية من قبل الاحتلال الأمريكي يوم الإثنين الماضي على مدرسة قرآنية في ولاية قندوز بشمالي شرق البلاد، مما أدى إلى مقتل 100 شخص، وإصابة 50 آخرين، حيث استهدفت المقاتلة المدرسة أثناء الاحتفال بتخريج دفعة من حفظة القرآن الكريم. وتابعت في بيان لها اليوم الأحد، أن الرابطة إزاء هذه الجريمة الشنيعة التي أودت بحياة أطفال يافعين من حفاظ القرآن الكريم، والسنة النبوية. لتتقدم بالعزاء لذوي الضحايا والمصابين، ونسأل الله تعالى أن يتقبلهم شهداء عنده في عليين، وأن ينتقم من أمريكا، ومن يعاونها على جرائمها، الذين أعملوا نصالهم وسلاحهم في ضعفة هذه الأمة من شعوب أهل السنة. وشددت إن هذه المذبحة واستهداف حملة القرآن الكريم والعلماء، والدعاة، لتأتي في سياق الانتهاكات المتتابعة للمسلمين من أهل السنة على امتداد بلدانهم من الشام، وفلسطين إلى بورما، وأفغانستان ؛ لأن شعوبنا باتوا في ظل صمت حكوماتنا أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، لافتة ليست هذه هي المرة الأولى التي ترتكب فيها مذبحة بقندوز بل قصفت مقاتلة تابعة للقوات الخاصة الأمريكية في 3 أكتوبر سنة 2016، مستشفى أطباء بلا حدود وأسفرت الغارة عن مقتل ( 42 شخصًا). ودعت الآباء والأمهات أن يصبروا ويحتسبوا ما أصاب فلذات أكبادهم، وأن يعلموا أن الله تعالى قد اختار لهم ماهو أعظم من شهادات الدنيا،وندعوا واياهم على الظالمين أن ينتقم الله منهم قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ الْغَمَامِ، فَيَنْظُرُ الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ "، مطالبة على الدول العربية والإسلامية التدخل لوقف هذه الجرائم المتعمدة ضد المسلمين العزل في أفغانستان وغيرها. هذا وإن مقتضى الولاء لأخوة الإيمان والعقيدة يفرض عليها ضرورة قطع العلاقات مع هذه الدولة المحتلة المحاربة،ولتتعظ هذه الدول بما اتخذته بريطانيا وأوروبا من مقاطعة روسيا لاستهدافها شخصا واحدا بالاغتيال. قال الله عز وجل: { وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضهمْ أَوْلِيَاء بَعْض إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَة فِي الْأَرْض وَفَسَاد كَبِير }. واردفت يكاد العجب لا ينقضي من الصمت المطبق، وعدم التفاعل مع هذا الحدث من بعض قنوات الإعلام العربي والإسلامي إزاء هذه الفاجعة والنازلة والمصاب الجلل الذي حل بأهل القرآن. وأهابت الرابطة بالمنظمات الحقوقية أن تضطلع بدورها في كشف حيثيات هذه الجريمة كما ندعوا المؤسسات الخيرية والإنسانية إلى مد يد العون للأسر المكلومة، داعية العلماء والدعاة والخطباء أن يذكروا المسلمين بهذا المصاب العظيم، وأن يقوموا بما أوجب الله تعالى عليهم من النصرة والعون والدعاء لإخوانهم المظلومين والمنكوبين في كل أرجاء المعمورة.