مع التطور التكنولوجي الهائل في السنوات القليلة الماضية، أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث تلازمنا طوال الوقت، منذ الاستيقاظ، وحتى النوم، دون أن ندرك مخاطر ذلك على الصحة، إذ أنها تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالأورام. وأوضحت بعض الدراسات أن إشعاعات الهواتف المحمولة يمكن أن تغير الجينات الوراثية في الجسم، وتسبب الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى، كسرطان العين، والغدة الدرقية، والجلد، والدم، والثدي. وتتعاظم هذه الخطورة خلال وضعك الهاتف على أذنك، إذ يتسرب جزء من طاقة الجهاز إلى رأسك، أما حمل الهاتف بالقرب من الجسده، فتتسرب الإشعاعات والطاقة إلى العضو البشري الملاصق للجهاز. ومؤخرًا، أصدر موقع "Statista" العالمي، المتخصص في الأبحاث السوقية، تقريرًا عن أكثر الهواتف المصدرة للإشعاعات الضارة، بناءً على معلومات دقيقة، حصل عليها من المكتب الاتحادي الألماني للحمايه من الإشعاع، والذي يمتلك بدوره قاعدة بيانات شاملة للهواتف الذكية القديمة والحديثة ومستوي الإشعاع الذي ينبعث من كل منها. ورغم أنه لا يوجد معيار عالمي للمستوى الآمن لإشعاعات الهاتف، لكن الشهادة الألمانية لصداقة البيئة المعروفة ب"دير بلو إنجل"، تفضل الأجهزة التي يقل معدل امتصاصها النوعي عن 0.60 وات لكل كيلوجرام، وهو معدل تعدته الكثير من الشركات، بأكثر من ضعفين. وللوقاية من خطورة هذه الإشعاعات، يجب اتباع العديد من الخطوات، منها استخدام سماعات الأذن في إجراء واستقبال المكالمات، فهذه السماعات لا تؤثر على خلايا المخ، بعكس الهاتف، الذي يتسبب في "سخونة" أجزاء كبيرة من المخ أثناء المكالمات. وأكدت العديد من الدراسات أنه من الأفضل وضع الهاتف في اليد، بدلًا من وضعه في الجيوب، وعدم وضعها بالقرب من الجزء الأسفل للجسد "للرجال والنساء" سويًا، خاصةً أن هذا الجزء من الجسم، هو الأكثر امتصاصًا للإشعاعات. ونصح الخبراء بعد استخدام الهواتف في الأماكن المحاطة بمادة معدنية، مثل المصاعد، وذلك لأن هذه الأماكن تعمل على تخزين الإشعاعات بالداخل، ثم إعادة إرسالها إلى مصدرها مرة أخرى، ما يضاعف كمية الإشعاعات التي يمتصها الجسم. وأثناء النوم، يجب إبعاد الهاتف عن الجسم قدر الإمكان، ويُفضل تشغيل وضع "الطيران"، الذي يمنع الهاتف من إصدار الإشعاعات.