تشارك مصر، في اجتماع مجموعة العمل الخاصة باستراتيجية الاتصال التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، والمقرر عقده في العاصمة البريطانية لندن، بعد غد الثلاثاء. وأكد المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الذي سيمثل مصر في الاجتماع في تصريح له قبل مغادرته إلى لندن اليوم الأحد الأهمية التي يكتسبها هذا الاجتماع بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، وصعود المواجهة الأيديولوجية والدعائية إلى قمة أولويات التحالف الدولي، وتزايد الاهتمام بالدور الذى يمكن أن تلعبه مجموعة العمل الخاصة بإستراتيجية الاتصال في هذا المجال خلال الفترة المقبلة. وأضاف" إن الاجتماع ينعقد في ظل وجود توافق دولي متزايد بأن الانتصار العسكري في سوريا والعراق لا يمكن أن يمثل نهاية المطاف، وإنه لا سبيل للقضاء على داعش نهائيا دون تحقيق الانتصار على الساحة الفكرية ودحض خطاب التطرف الذي يبثه داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية باسم الدين الإسلامي وهو منها براء". وأوضح أبوزيد، أن الاجتماع سيناقش خطة المواجهة الفكرية والإعلامية لتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية المماثلة على ثلاثة محاور: الأول يتمثل في بحث مواجهة خطاب التطرف عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال شبكة المعلومات المظلمة أو المشفرة، والتي تستخدمها جماعات الإرهاب لأغراض التجنيد والتمويل أو الحصول على السلاح. وبين أن المحور الثاني يرتكز على انتقال ساحة المعركة من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي وضرورة قيام المؤسسات الدينية المختلفة بإمداد شبكة المعلومات ووسائل الاتصال بأفكار وخطب لنشر صحيح الإسلام الوسطي المعتدل ودحض أفكار الضلال التى ينشرها داعش. وأضاف إنه فيما يتصل بالمحور الثالث فسوف يركز على مناقشة مسئولية وسائل الإعلام التقليدية ودور الصحف المختلفة في الحرب على داعش، وأهمية التنبه إلى بعض التغطيات الصحفية التي تروج لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية وتهول من قدراته وامكاناته دون سند من الصحة، ومن ثم دور مجموعة العمل في الترويج للطبيعة الإجرامية للتنظيم وكشف أكاذيبه وما ينشره من خرافات وإدعاءات حول نفسه. واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته بأن وفد مصر سيستعرض خلال الاجتماع الرؤية والجهود الوطنية التي تبذلها مصر وهي تقف على خط المواجهة مع الإرهاب، لاسيما في ظل الملحمة البطولية التي يسطرها أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية في إطار عملية سيناء 2018، فضلا عن الدور الذى تضطلع به مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في مواجهة ودحض أفكار التطرف، بالإضافة إلى استعراض رؤية مصر الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب، والتي عبر عنها وزير الخارجية سامح شكري بوضوح خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن خلال الفترة من 15 إلى 18 فبراير الماضي.