يفتتح جاليري العاصمة، معرض "القرية والأسطورة" للفنان التشكيلي مصطفى بط، في تمام السابعة من مساء الأحد 11 من مارس الحالي. وقال الفنان والناقد التشكيلي صلاح بيصار، عن اسم المعرض: "مثلما ارتبط الأديب عبد الرحمن الشرقاوي بريف المنوفية وجعل من قريته "الدلاتون" مسرحا لروايته " الأرض والفلاح "، ارتبط فناننا مصطفي بط بتلك المشاهد والصور التي تحولت في اعماله إلى ملحمة تعبيرية طويلة حتى لقب " بفنان القرية " بعد تخرجة من كلية التربية الفنية قرر البقاء ببلدتة " شبين الكوم " عاصمة المنوفية منجذبا إلى ما حولها من ريف، فقد بهرته سحر القرية بكل مفرادتها من البشر والبيوت والشجر والنخيل والطيور والحيوانات، يشكلها على سطوح لوحاته في لغة مرئية اصبحت من سمات فنه في اختزال شديد لخص مصطفي بط معني القرية المصرية من خلال تلك البيوت المتلاصقة التي تحتضن بعضها البعض، وتؤكد روح التماسك والمقاومة رغم بساطتها الشديدة وتلقائية خطوطها. وتابع: البيت في معظم اعماله يمثل الملجأ والملاذ وهو الدروة والحماية والمهد الأول للانسان. حيث ولد ونشأ وتربي وهو أيضا يمثل عمق الحياة من حيث السكن والمرفأ وقد جعل منة الرمز الاساسي للقرية وعالمه التشكيلي في وقت واحد. وأضاف: "إذا كان الفنان بط قد ظل مخلصا لهذا النبع الاصيل الحافل بالعناصر والمفردات، الا ان عالمه ومن خلال هذا التراكم التشكيلي بدأ ينفرد عن إيقاع اخر ولكن أيضا من رحم القرية، لقد عاد إلى البعيد البعيد في الزمن والقريب القريب في العمق الانساني، عاد لطفولة الأشياء بين الحلم واليقظة وبين ماكان يتشكل في الريف من صور واخيلة دفاع بفعل الظلام الدانس مع اختفاء القمر، هناك حيث تتخلق اسطورة "النداهة" التي تشق الفضاء بصرختها ويتوثب الارنب البري في هدائة الليل بعيونه الحمراء في جمرتين وتبدو سيقان الادمية اشبة بأرجل الماعز من وحي الحقيقة والخيال والواقع المعاش والاحلام. وقال: انبعثت الاسطورة من دنيا متخيلة كانت تدب على مسرح الحياة وتشكلت في عالم مصطفي بط، هذا العالم الذي يمثل امتدادا لاعماله السابقة بطول تاريخة. ولكن في تحولات وافاق جديدة وغريبة، عالم سحري لا يعرف الحدود ولا القيود تنوعت في الخامات وطرق الاداء كما تنوع الشكل والتشكيل من المنحوتات والمجسمات التي صبها الالومنيوم ولكن يظل الفضاء التصويري للفنان بتاريخه الطويل معه، ما بين الخطوط والالوان والاضواء والظلال والشرائح الكولاجية ذروة اعماله في هذا العالم الذي تشكل من وحي الاسطورة وانفرج عن صور واخيلة يمتزج فيها الواقع بالخيال والتعبير السحري بروح الفن الشعبي وعناصر من التراث تتواصل مع المصري القديم وتستحضر الزمن في نسيج من النغم كل هذا بلمسة عصرية".