منذ أن ظهرت حركة 6 أبريل في المشهد السياسي عام 2008 كانت المفاجأة في انتشارها السريع وظهور امتددات لها حتي ولو كانت مجموعات قليلة في الكثير من محافظات مصر من أقصي شمالها حتي أفصي صعيدها ... في الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والغربية والشرقية والبحيرة والمنوفية والقليوبية والفيوم والمنيا وأسيوط وأسوان حتي في سيناء ظهرت مجموعات شبابية تشارك في الفاعليات السياسية باسم الحركة .. ومع انقسام 6 أبريل انعكست تلك الانقسامات علي وجودها داخل المحافظات أيضًا حيث توجه البعض إلي جبهة أحمد ماهر في حين توجه الآخرون إلي الجبهة الديمقراطية. “,” “,” هذه الامتدادات العديدة والمنتشرة للحركة كان لها الكثير من الفاعليات التي تنظمها كلُ في مكانها تزامنًا مع أي فاعلية مركزية في القاهرة كما ستقوم تلك الامتدادات غدًا بالاحتفال بالانطلاقة السادسة لحركة 6 أبريل في جميع محافظات مصر. “,” “,” فى أوائل يوليو من العام 2008 نظم عدد من الشباب على شاطئ كورنيش الإسكندرية مسيرة لم تردد هتافات و كانت شعاراتها مقتبس ة من الأغانى الوطنية خاصة أغانى الشيخ إمام، وعدد من الهتافات الرافضة لنظام حسنى مبارك وقتها، وأمسك الشباب بطائرات ورقيه عليها صور رموز سياسية، اتهموها بأنها السبب فى ما أسموه “,”إفساد الحياة السياسية“,” ومدون عليها بعض العبارات المعارضة، وأطلقوها فى الهواء تطير بعيداً، وما هى إلا دقائق حتى تم القبض عليهم بعد أن حاصرتهم قوات الأمن المركزى وتم اعتقال بعضهم، وتمكن عدد منهم من الهرب في الشوارع الجانبية، لتكون تلك الواقعة هى البداية الأولى والفعلية، لتأسيس حركة شبابية جديدة حديثه العهد بالعمل العام، تدعى “,”6 إبريل“,” فى الإسكندرية، امتداداً للحركة فى القاهرة. “,” “,” وضمت الإعتقالات وقتها، ذات الشباب اللذين اعتقلوا قبل أسبوع من الآن فى الإسكندرية من أمام قسم الرمل بشرق المحافظة، ومنهم ماهينور المصرى، ويوسف شعبان، وآخرون، لتتحول تلك الواقعة إلى حجر كبير يلقي فى المياه السياسية الراكدة فى تلك الأثناء، وبعدها عرف الجميع حركة 6 إبريل، وكانت هذه الواقعة هى الحدث الثانى في مصر للحركة، بعد مسيرة فى 28 يونيو بالقاهرة أمام نقابة الصحفيين. وإذا كانت مسيرة 6 إبريل أمام نقابة الصحفيين أو اعتقال شبابها من على كورنيش الإسكندرية هما أول الأحداث الفعلية للحركة، بعد الإشهار، إلا إن الحركة، بحسب محللون، وسياسيون، خرجت من رحم مدينة المحلة الكبرى فى الأساس بعد الدعوة، التى نجحت إلى حد كبير، وفق مقايس هذا التوقيت، فى 6 إبريل 2008 فى المدينة العمالية ودعوة عمالها للإضراب، لتتأسس بعدها الحركة وتتخذ من ذات اليوم اسماً لها، ظل منذ تدشينها إلى الآن وهى تحتفل بمرور الذكرى الخامسة، مسار جدل بين القوى السياسية والشارع، وظلت الحركة مسار علامات استفهام فى علاقتها بالأنظمة السياسية التى مرت عليها، ورغم قصر عمر الحركة إلا إنها عاصرت حكم الرئيس السابق، ومن بعده المجلس العسكرى تولى إدارة البلاد فترة تقترب من عامين، ثم “,”تمكين“,” لجماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة. “,” “,” ولكن، بقى شعار الحركة واحداً فى تلك الفترات الثلاث وهو “,”معارضة النظام القائم“,”، كما يقول مؤسسوها، إن هدفها إظهار عيوب النظام مهما كان. محللون يرون إن الحركة، خرجت من رحم حركة كفاية، التى تأسست مطلع 2005، وكانت وقتها أول صوت ينادى “,”ضمناً“,” برحيل الرئيس السابق، لكن سرعان ما انبثق عنها عدد من الحركات السياسية كان أبرزها حركة شباب 6 إبريل، التى كانت وعاءاً فكرياً لعدد كبير من الشباب، ممن لم تتلاقى أفكارهم مع مؤسسى “,”كفاية“,”. وعلى النقيض تماماً من وضع الحركة فى القاهرة، والمرتبط بالإطار التنظيمى العام لها، إلا إن الوضع بالنسبة لذات الحركة فى الإسكندرية يختلف نسبياً عن نظيرته فى العاصمة، خاصة مع عدم وضوح الإطار العام الذى يجمل الحركة وشبابها، من حيث الفكر أو العمل السياسى العام، فنجد إن الحركة فى الإسكندرية “,”ذابت“,” بين عدد كبير من الحركات السياسية وإن ظلت مستمرة فى أفكارها والكيان الذى يجمعها، لكن فى المدينة الساحلية، الوضع يبدو مختلفاً نسبياً عن العاصمة. تبدو الملامح العامة لشباب الحركة فى الإسكندرية والذين تربطهم علاقات وثيقة بحركات سياسية أخرى، أبرزها الإشتراكيون الثوريون وحملة “,”لازم“,” هي دعم الدكتور محمد البرادعى وحرر أعضاءها على مستوى مصر أول توكيلات شعبية لتفويضه لتعديل الدستور، بالإضافة إلى حركات أخرى كانت مشاركة ل 6 إبريل فى العمل السياسى، ما جعل الفوارق الأيديولوجية تتنحى جانباً مقابل الهدف المشترك لتلك التنظيمات. “,” “,” ربما يكون “,”الفارق العددى“,” لأعضاء 6 إبريل، بجبهتيها الحاليتين، هما المبرر لإنصهار الحركة وسط تيارات سياسية أخرى، بالإضافة إلى انتماء أعضائها لأكثر من حركة قبل انضمامهم ل 6 إبريل، خاصة حركات كفاية و “,”لازم“,”. وبعد رحيل “,”مبارك“,” وتولى المجلس العسكرى مقاليد إدارة البلاد بشكل مؤقت، بدأت اتهامات توجه للحركة على مستوى الجمهورية بتلقى تمويلات من الخارج، وتدريبات على إسقاط النظم السياسية فى دولة “,”صربيا“,” وهو ما نفته الحركة وتضامن معها عدد من القوى السياسية، بينما وجهت لها قوى الإسلام السياسى ذات الاتهامات، لتطلق الحركة فى الإسكندرية تحديداً حملة “,”عسكر كاذبون“,” تجوب بها شوارع المدينة، خاصة الأحياء الفقيرة والمتوسطة، لتعريف الناس بأهداف الحركة ومحاولة إعادة الصورة الإيجابية فى الشارع عنها، وهو ما تسبب لها فى مشكلات مع أهالى المناطق الشعبية بالمدينة، وانتهت عروضها فى بعض المناطق بإشتباكات مع الأهالى وطردهم. لم يدم “,”ترابط“,” الحركة فى الإسكندرية كثيراً وسرعان ما تأثر بالانقسام الذى حدث فى الحركة “,”الأم“,” فى القاهرة، وانشقاقها إلى جبهتين، الأولى لأحمد ماهر مؤسس الحركة والثانية أطلقت عليها نفسها أسم “,”الجبهة الديمقراطية“,”. وظهرت بوادر خلافات جديدة فى حركة 6 إبريل بالإسكندرية حيث صدر بيان عن الحركة من الحركة يوضح أن عدد كبير من الأعضاء من حركة شباب 6 إبريل بالإسكندرية قرروا الانفصال عن جبهة أحمد ماهر والعمل مع حركة شباب 6 إبريل “,”الجبهة الديمقراطية“,”. المنشقون برروا ذلك بما أسموه غياب الشفافية والديمقراطية فى جبهة “,”ماهر“,”، والتمييز الواضح داخل الحركة وتغليب المصالح الفردية لبعض الأشخاص على النهج العام للحركة، مشيرين إلى أنهم خاضوا محاولات مضنية لإصلاح ذلك الكيان الذى يعتزون به وبالانتماء إليه دون جدوى من تحقيق تلك الإصلاحات. تميزت الحركة بأسلوبها “,”الفجائى“,” فى مواجهة النظام وقوات الأمن، من خلال ابتكار طرق جديدة فى المعارضة، ومثلما كانت الطريقة الأولى، الغريبة وقتها، فى المعارضة عن طريق وضع صور رموز سياسية من الحزب الوطنى على طائرات ورقية وإطلاقها فى الهواء، على كورنيش الإسكندرية، كان العمل الأخير للحركة مفاجئاً أيضاً حين ذهب أعضاءها إلى منزل اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية، وهتفوا أمام منزله، الملاصق لمديرية أمن الإسكندرية. وفى الذكرى الخامسة التى تمر اليوم، تعلن الحركة على مستوى المحافظات أنها ستبدأ من “,”الصفر“,” وستعود من جديد للمطالبة بنفس الأسباب التى أدت إلى تأسيسها وهى “,”رحيل النظام“,” الحالى حيث تنظم الجبهة الديمقراطية بالإسكندرية وقفة احتجاجية تحت شعار “,”مش بنخاف “,” وصفها أعضاء الحركة بأنها ستكون مفاجأة للنظام. وفي كفر الشيخ تشهد المحافظة عدد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية للاحتفال بالانطلاقة السادسة لحركة 6 أبريل التي تأسست في المحافظة بعد بدء احتجاجات عمال المحلة الكبري، وشارك معظم شباب الحركة ومؤسسيها مع العمال في تلك الاحتجاجات ، وقامت الحركة بالدعوة وقتها إلى إضراب عام في مصر، ومنذ هذا التاريخ والحركة في كفر الشيخ تنظم فعاليات كبيرة وبصورة مستمرة . وفي المحلة ينظم شباب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية مظاهرة بميدان “,”الشون“,” بالإضافة إلي عدد من المسيرات ومؤتمر عمالي كبير يحضره كمال أبوعيطة وكمال خليل وخالد علي كما سيتم رسم مئات الرسومات “,” الجرافيتي “,” على أسوار المدينة . وأعلن عدد من أحزاب والقوي الثورية مشاركتهم لحركة 6 أبريل إحياء ذكري تأسيسها ومنها حركة شباب الثورة والتيار الشعبي وحزب الدستور وثوار المحلة. وفي محافظة البحيرة تستعد حركة 6 أبريل لإحياء الذكري الخامسة لتأسيس الحركة من خلال عدة مسيرات بمراكز المحافظة ومسيرة مكبرة تتجه لديوان عام المحافظة و تنتهي بوقفة بميدان الساعة. قال إسلام عادل منسق جبهة احمد ماهر بالمحافظة إن الفاعليات تبدأ غدًا في التاسعة صباحًا تزامنًا مع جميع محافظات مصر وتستمر حتي مساء نفس اليوم للمطالبة بإسقاط النظام والاحتجاج علي الأوضاع المتردية التي وصلت إليها مصر بعد ثورة يناير وعدم تحقيق أهداف الثورة وإقالة النائب العام والتنديد بممارسات النظام في اعتقال وملاحفة الناشطين وتقييد الحريات . وأضاف عادل إن هناك عددًا من الأحزاب والحركات الثورية أعلنت مشاركة 6 أبريل في إحياء ذكراها منها حزب الدستور وحركة الثورة العربية والتيار الشعبي وحركة شباب الثورة وبعض المستقلين . وأضاف عادل أن هناك مجموعة من رسامي “,”الجرافيتي “,” سيقومون غدًا برسم العديد من الرسومات في مراكز المحافظة للتعبير عن الغضب الشعبي ضد النظام وعدم قدرته علي إدارة شئون البلاد. ولفت عادل إلي أنه تم توزيع أكثر من عشرين ألف بيان عن الحركة في كافة مراكز المحافظة لدعوة الجماهير لمشاركة الحركة في إحياء ذكراها لافتًا إلي أن مركزي كوم حمادة وحوش عيسي من اكبر مراكز المحافظة التي ستشهد مشاركات جماهيرية. وأضاف محمد يونس منسق الجبهة الديمقراطية بالمحافظة إن حركة 6 أبريل “,”الجبهة الديمقراطية“,” قامت خلال الأيام الماضية بتنفيذ المئات من رسومات “,”الجرافيتي“,” لتدعو أهالي المحافطة لمشاركة الحركة فب انطلاق ذكراها السادسة لافتًا إلي أن أكثر المركز استعدادًا للمشاركة هي كفر الدوار وادكو. وأكد يونس أنهم قاموا خلال الفترة الماضية بعمل العديد من حملات التوعية لتوضيح أهداف الحركة وشرح ما تتعرض له مصر علي يد الإخوان ودعوة اجميع للوقوف في وجه النظام الذي استمر علي نفس النهج القديم دون تقديم أي جديد ودون تحقيق أي هدف من أهداف الثورة. وفي بورسعيد لم يكن لحركة 6 أبريل منذ نشأتها وجود قوي أو مؤثر ، حيث نشأت من خلال مجموعة خرجت من عباءة حركة كفاية عام 2008 إثر قيام محمد مصطفى المحبوس حاليًا احتياطيًا بتهمة إهانة وزير الداخلية، بالانشقاق عن مجموعة كفاية ببورسعيد والإعلان عن تأسيس فرع ل 6 ابريل بالمحافظة لم يتجاوز أعضاؤه الثمانية وسرعان ما زاد قليلًا عقب إضراب المحلة الشهير. لم يكن للحركة دور يذكر خلال فاعليات ثورة يناير بالمحافظة سوى الهتاف في المظاهرات نظرًا لموهبة محمد مصطفى في هذا المجال، وسرعان ما انقسمت الحركة بالتبعية لانقسام أحمد ماهر والجبهة الديمقراطية والتحق غالبية أعضائها بالجبهة الديمقراطية، وجاءت أحداث استاد بورسعيد وموقف حركة 6 ابريل المؤيد لألتراس الأهلي ليقضى على بقية الوجود الجماهيري للحركة في بورسعيد والتي لم يتبق منها سوى عناوين ولافتات تظهر على استحياء وصفحتان على موقع التواصل الاجتماعي “,”فيس بوك“,”. وفي المنصورة تستعد الحركة للاحتفال بذكري تأسيسيها من خلال عدد من المسيرات ورسومات “,”الجرافيتي “,” للتنديد بممارسات النظام وعمليات القتل والسحل التي يتعرض لها الثور في كل مكان بصفة عامة وفي المنصورة خلال الأحداث الأخيرة بصفة خاصة. قالت الدكتور “,”هبة دربالة“,” ناشطة سياسية إن حركة 6 أبريل حققت نجاحًا لا ينكره أحد ، وأدت دورها وحققت هدفها في ابتكار آليات جديدة لحشد الجماهير بالشارع، عن طريق توزيع بيانات وعمل سلاسل بشرية، وتمكنت بالفعل من جذب جيل من الشباب. وأضافت “,”دربالة“,”، أن شباب 6 أبريل، شباب الجبهة، وشباب حملة دعم البرادعي، وشباب حملة حمدين، هم أصحاب الدعوة للنزول، بالميادين اثناء الثورة ، لافتة إلي أن 6 أبريل أول حركة تعمل بغير توجه حزبي أو سياسي قبل الثورة، وبعدها مشيرة إلي أنها تضم داخلها اشتراكيون ثوريون وليبراليون ويساريون . وقال “,”محمود أبوالمجد“,” مرشد سياحي إن حركة 6 أبريل تدور حولها علامة استفهام كبيرة، وللأسف فهناك الكثير لا يتجهون للانتماء لها لغموض اتجاهاتها، واتهامها بتلقي التمويلات . وقال محمد عيد، عضو الحملة الشعبية لكشف الفساد بالمنصورة إن حركة 6 أبريل حركة وطنية ثورية وخاصة مجموعة أحمد ماهر.. لكننا نعيب عليهم ما فعلوه أمام بيت الرئيس فيما عرف ب “,”واقعة البرسيم“,” وكذلك ما فعلوه أمام منزل وزير الداخلية من رفعهم للملابس الداخلية ولكننا نؤمن بهم كحركة شبابية ثورية وطنية تساهم في تحقيق مطالب الثورة التي لم يتحقق منها شيء . وقالت إيمان نبيل من أعضاء حركة 6 أبريل بالمنصورة إن الحركة هدفها الآن هو إسقاط النظام، لأن الرئيس لم يف بوعوده لافتة إلي ان الحركة قبل ذلك بإقالة وزير الداخلية النائب العام الحكومة، مشيرة إلي أن ا بذكري التأسيس سيشهد حشدًا جماهيريًا من أجل إسقاط النظام. 6 ابريل مسيرة خمس سنوات بالفيديو ....