يقولون إن الحاجة أم الاختراع.. لكن تُرى أى حاجة تلك التى دفعت الفلاح البسيط على عبد الغنى، إلى صُنع تلك السيارة، التى إن أنصفنا لسجلنا لها براءة اختراع، سيارة «على» تشبه تلك التى كانت فى الأفلام القديمة، والتى كان «عبدالسلام النابلسى» يستدعيها بالصافرة، فتحضر منصاعة أمامه دون سائق. لكن سيارة «على» لا تأتيك، ولكن عليك أنت أن تذهب إليها وتقف مشدوها تتفحصها جزءًا جزءا، وتسأل عن أدق التفاصيل ثم تضرب كفا بكف، حينما تعرف أن «جسم السيارة» عبارة عن براميل، قطعها «على» وشكلها بهذا الشكل، قبل أن يشترى «كارونة وعجل، اشترى موتور جرار زراعى ووضعه على شدادات، واشترى دريكسيون سيارة نقل، وكشافات إنارة، وغيرها من القطع، وجمعها ككوبونات فخرجت بهذا الشكل، ثم قام بطلائها، لتكون مميزة. لم تنته عبقرية الفلاح البسيط عند هذا الحد، فما إن تنظر خلف ذلك الاختراع إلا وتجد رأس ماكينة مياه مثبتة فيها، فتسأل؟ ويكون الجواب صاعقًا هذه السيارة مجهزة لتروى الأرض، وتحرثها وتحمل الغلة، ويلعب بها أولاد العم «على»، بعد أن تنتهى من مشاهدة ذلك وقراءة المكتوب حتما ستقول المقولة المعتادة عن الفراعنة: «فعلا المصرى مالوش كتالوج».