وقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قراراً بتغريم الاتحاد المصري 2 مليون دولار، بسبب بث مباراة مصر وغانا في ذهاب تصفيات كأس العالم، وقع على التليفزيون المصري، وقع الصدمة، خاصة أنها المرة الأولى في التاريخ التي يصدر فيها مثل هذا القرار، الذي يكشف العديد من الأمور المهمة، أهمها على الإطلاق أن "فيفا" لم يتخذ نفس القرار على الجزائر التي بثّت مباراة منتخبها مع بوركينا فاسو، وهو الأمر الذي يؤكد أن الاتحاد الدولي لا يطبق نفس المعايير ويكيل بأكثر من مكيال، بالإضافة إلى أن القرار يبدو أن وراءه تداعيات سياسية تلعب فيها قناة "الجزيرة" دورا كبيرا لصالح قطر، خاصة أن هناك مشكلات عديدة بين وطننا وبين القيادة القطرية التي ترعى بشدة الجماعة الإرهابية وتؤوي العديد من عناصرها. الملاحظة المهمة هنا، أن الجزائري محمد روراوة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، تدخل لمنع أي عقوبات على الجزائر لتستفيد بلده من منصبه في العديد من المواقف، وهو ما يطرح سؤالا مهمًّا أين دور هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي؟ وما الذي تستفيد مصر من منصبه الدولي؟ فالرجل لم يتدخل لمنع العقوبة كما فعل روراوة، ولم تجده مصر في العديد من المواقف، وهو الأمر أيضا الذي يجعلنا نتساءل: ما الذي نستفيده من المصريين أصحاب المناصب الدولية؟ فعمرو علواني نائب رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، لم يتدخل في أزمة ال600 ألف جنيه، وماذا استفادت كرة اليد من وجود الدكتور حسن مصطفى على قمة كرة اليد العالمية؟ وماذا قدّم خالد زين بمناصبه الدولية العديدة للرياضة المصرية؟ بل إن هناك تهديدات بتجميدها ولم يتدخل، بل كان تدخله بشكوى وزارة الرياضة إلى اللجنة الأوليمبية الدولية ليكون سببًا مباشرًا في حالة وقف الرياضة المصرية. الموضوع أيضًا يكشف كيفية معالجة الأزمة، ففي الجزائر تعاملوا بجدية وتكاتف عدد من رجال الأعمال هناك وأعلنوا عدم سكوتهم في حال صدور أي قرار وسينافسون الجزيرة في شراء حقوق البث التي تحتكرها الجزيرة، بل أعلنوا أن بمقدورهم شراء الجزيرة نفسها، كما أن الموقف الجزائري مع الفضائية القطرية منذ فترة كان حاسما عندما رفضوا وجود مكتب للقناة في بلد المليون شهيد. أما في مصر فالجميع سلّم بالعقوبة ويلقي بالمسئولية على الآخر رغم أن الجزيرة قامت بسرقة سيارتي بث من التليفزيون المصري، واستخدمتهما في البث المباشر من ميدان رابعة خلال اعتصام جماعة الإخوان "الإرهابية" عقب عزل رئيسهم محمد مرسي، لمدة تقترب من الشهرين في واقعة قرصنة واضحة، فأين حقوق الملكية؟ وأين ميثاق الشرف الإعلامي الذي يتشدقون به؟! والمطلوب الآن رد حاسم من اتحاد الكرة على الاتحاد الدولي ، ونريد موقفا واضحا من أبو ريدة ، فهل يفعل أم يواصل مسلسل مجاملته للقطريين، وهل قطر والجزيرة أهم لديه من بلده؟