شهدت القارة الأوروبية مؤخرا أحداث عنف تجاه اللاجئين والمهاجرين والمسلمين، خاصة فى فرنساوألمانيا، حيث كشفت وزارة الداخلية الفرنسية عن أن الهجمات فى 2017، ضد اليهود والمسلمين، سجلت بالمقابل تزايدا ملحوظا، بينما سجلت تراجعا فى الأعمال العنصرية بصورة عامة. وبحسب الأرقام التى نشرتها الوزارة، تم رصد العام الماضى 950 واقعة عنصرية ما يمثل تراجعا بمقدار 16٪ بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع فى 2016، والتى سجلت تراجعا كبيرا جدا فى الأعمال العنصرية. وتستند هذه الإحصاءات إلى الوقائع «أعمال عنف، حرائق متعمدة، تدنيس» والتهديدات «خطية أو شفهية أو رسائل جارحة» التى تم التقدم بشكوى بشأنها أو الإبلاغ عنها رسميا. من ناحية أخرى، اشتعلت أزمة الاعتداء على اللاجئين فى ألمانيا، وبالرغم من الاتفاق المبدئى الذى تم التوصل إليه مؤخرا بين الأحزاب الألمانية بشأن النسبة السنوية المسموح بها فى قبول اللاجئين، فإن الاعتداء عليهم والتهديد بترحيلهم، يفتح الباب مجددا بشأن مستقبل اللاجئين فى ألمانيا. وفى مدينة «كوتبوس» التى استقبلت أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بغيرها من دوائر ولاية براندنبورج، باتت مسرحا لمواجهات متكررة بين شباب ألمان وسوريين، واليمين المتطرف يوزع الغاز المهيج وسط المدينة، حيث شهدت مدينة كوتبوس الواقعة فى ولاية براندنبورج شرقى ألمانيا، مواجهات متواصلة بين ألمان من اليمين المتطرف ولاجئين. وفى تطور جديد وزع ستة رجال زجاجات للغاز المهيج على المارة وسط المدينة، مرفقة بمطبوعات تحمل شعار الحزب القومى المتطرف «NPD»، وأعلنت الشرطة أنها فتحت تحقيقا حول الإخلال بقانون التظاهر، وذلك بعد أن تمّ ضبط المنشورات ذات مضمون معاد للأجانب، إلى جانب قارورات للغاز المهيج. تزامنت هذه الواقعة مع أخرى كان وراءها شاب سورى فى 21 من العمر، اعتدى بالضرب على سورى آخر فى 16 من العمر، وتقول الشرطة إنها احتجزت الجانى الذى قد تصدر بحقه عقوبة السجن لكونه له سوابق فى الاعتداء الجسدي. يذكر أن وسط مدينة كوتبوس بات مسرحا لمواجهات عنيفة بين لاجئين وألمان، بينما تسود إجراءات أمنية مكثفة فى المدينة التى علقت عملية استقبال اللاجئين إلى شعار آخر. من جانبها أكدت وزارة الداخلية الألمانية، أن عدد اللاجئين المرحّلين من ألمانيا عام 2017 بلغ 23.966 حالة، أى 1409 أشخاص أقل بالمقارنة مع عام 2016، وذكر التقرير أن 98٪ من الحالات تم ترحيلها جوّا، الأمر الذى كلّف خزينة الدولة ما يقارب من 11 مليون يورو. أشار التقرير إلى أن من بين المبعدين، ما لا يقل عن ستين حالة من العناصر التى توصف ب«الخطيرة» من حيث الاشتباه فى تهديدها للأمن العام. يذكر أنه عقب محادثات طويلة حول تشكيل الائتلاف الحكومى، اتفق قادة التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، والحزب الاشتراكى الديمقراطى، على إتمام إجراءات اللجوء فى المستقبل داخل منشآت مركزية مخصصة لاستقبال اللاجئين والبت فى قرارات لجوئهم وترحيلهم. وجاء فى مذكرة نتائج المباحثات الاستطلاعية التى جرت بين قادة الأحزاب والكتل البرلمانية المشكِّلة للائتلاف الحاكم المحتمل، أنه من المقرر إلزام اللاجئين بالإقامة فى تلك المنشآت والحصول داخلها على مساعدات عينية فقط بدلا من الإعانات المالية.