«الميمون» تعني «المبارك»، وذلك لمباركة الأنبا أنطونيوس للمكان بعدما سكنه منذ عام 305، وكان هذا تاريخ أول منشأة رهبانية فى مصر رسميًا، أو بالتعبير التقليدى، كان هذا تاريخ أول دير قبطي ليس فى مصر وحدها بل فى العالم، كله فيعتبر دير برية بسبير «دير الميمون» تاريخيًا أقدم منشأة لأقدم دير فيه تمت معظم مقابلات القديس الأنبا انطونيوس مع كبار الزوار والفلاسفة اليونانيين، وفيه دارت أحاديثه وعظاته. واعتبر الأنبا انطونيوس أول من أعطي السر الرهباني للعالم ولقنه لتلاميذه وسلمه إليهم كميراث ظل يتوارثه العالم كله من بعده جيلا بعد جيل، واستمرت الحياة الرهبانية فيه أجيالا طويلة. اهتم بوصف دير الميمون عدد كبير من الرحالة والمؤرخين؛ مثل جان كوبان، الذي زاره أثناء رحلته لمصر عام 1638- 1648، وكتب عن حالة الإهمال التي وصل إليها، والرحالة النمساوي جوزيف روسيجر زار الدير فى 1836 بعدما مر علي ناحية الكريمات، ووصف الدير بأنه يتكون من فناء محاط بسور وبرج صغير، وذكره المقريزي فى خططه التي وضعها بين عامي 1417 و1436 قائلًا «دير الجميزة»، وسُمي الدير بعدة أسماء عبر تاريخه الطويل وعرف بها فى المصادر المختلفة، فعرف ب(الصومعة الخارجية، الجبل الخارجى، بار فولا، أي المحلة، الدير البرانى، دير الجود، جبل أنطونيوس، الدير المقدس بالدير التحتانى، دير القديس أنطونيوس، دير الميمون). وتوجد بالدير جميزة، موجودة حاليًا، أمام الكنيسة، هي فرع من فروع الجميزة الأم التي كانت موجودة فى أيام الأنبا أنطونيوس سكن تحتها عندما وصل إلي شاطئ النهر، كما توجد بدير الميمون كنيستان قديمتان، كنيسة الأنبا أنطونيوس وكنيسة أبوسيفين. وتعتبر كنيسة الأنبا أنطونيوس هي الأحدث فقد تم بناؤها عام 356، وبها كثير من الأيقونات والمخطوطات والقطع الأثرية. وسقف الكنيسة مصنوع من الخشب، كذلك توجد بعض الصور الأثرية موجودة بالكنيسة، منها صورة للشهيد مارجرجس وأيقونة للأنبا أنطونيوس رسمت فى عام 1257، ويقع فى الجانب القبلي من صحن الكنيسة مغارة القديس الأنبا أنطونيوس التي أقام فيها زمانا قبل دخوله إلي الجبل الشرقى، ويقال إنها مقبرة فرعونية تعبّد فيها القديس أنطونيوس ما يقرب من 20 عامًا قبل ذهابه إلي الجبل الشرقي البحر الأحمر. أما كنيسة أبوسيفين، وهي الأقدم والتي بنيت فى القرن الثاني الميلادي فهي صغيرة الحجم وقبابها متهدمة وبها مذبح واحد، وشمال الهيكل سلم يؤدي إلي برج الجرس، وبها العديد من المخطوطات والفريسكات فى القباب، وتم اعتبار الدير مكانًا أثريًا عام 1998 بعد أن خضع لعمليات ترميم واسعة.