تعتزم كينيا إقامة خط أنابيب نفط لخامها المحلي المسمى "توركانا"، واتخذت حكومة نيروبي في هذا الإطار خطوة ملموسة بتوقيعها اتفاقاً مع شركة "تولو" البريطانية المتخصصة في الاستكشافات النفطية. ويعد توقيع الاتفاق مع الشركة البريطانية استهلالاً لبدء الأعمال الأولية لبناء الخط الذي يمتد بطول 865 كيلومتراً ليربط بين مدينتي لوكيشير ولامو التي تقع على السواحل الكينية، بتكلفة تصل إلى 210 مليارات شلن كيني (بما يعادل 1. 2 مليار دولار)، ويتوقع الانتهاء منه في 2021. وقال وزير الطاقة الكيني، شارلز كيتر: "إن اتفاق تطوير دراسة مشتركة سيقدم لنا إطار عمل لتنمية ومراحل خط أنابيب النفط"، لافتا إلى أن إطار العمل سيتيح للوزارة الحق في دعوة مستثمرين لتقديم عطاءاتهم للإعداد لتصميم خط الأنابيب، والتصميمات الهندسية الأولية والنهائية للمشروع، ودراسة تقييم الأثر البيئي والاجتماعي. كانت شركة "تولو" البريطانية المتخصصة في الاستكشافات النفطية عثرت على النفط الخام في حوض لوكشار شمالي شرق كينيا في عام 2012، ومنذ ذلك التاريخ أخذت في العثور على العديد من الاستكشافات النفطية، بما يؤهل البلاد لأن تكون من بين الدول المنتجة للذهب الأسود. وتقدر الاحتياطيات القابلة للاستخراج بحوالي 750 مليون برميل من النفط الخام بكلفة استخراج تجاري مقبولة. وأرجأت كينيا في يوليو الماضي خططاً لإنتاج النفط بمستويات محدودة بنحو 2000 برميل يومياً يتم نقلها إلى مدينة مومباسا الشاطئية عبر الشاحنات تمهيداً لتصديرها في إطار محاولة تجريبية لاختبار مدى قبول الأسواق العالمية بالخام الذي أطلق عليه "توركانا". ويتسم خام "توركانا" بالثقل واللزوجة لذا يستلزم تسخينه أثناء عملية النقل، وهي عناصر مهمة يتعين أخذها في الاعتبار لدى تصميم خط أنابيب النفط لنقله إلى مستودعات ومحطات التخزين تمهيداً لتصديره للخارج. وقد استخرجت الشركة البريطانية "تولو" عمليات استكشاف وتطوير حقول توركانا بالتعاون مع شركة "أفريقيا أويل"، ومقرها كندا، وشركة "مايرسك" الدانماركية. واضطرت كينيا إلى الدخول في خيار بناء خط الأنابيب بمفردها بعد أن قررت أوغندا، الغنية بالنفط والتي وافقت في السابق على المشاركة في بناء خط الأنابيب، اختيار مسار بديل لنفطها عبر تنزانيا. وفي أغسطس الماضي، أعلنت شركة "مايرسك أويل" الدنماركية، التي تمتلك ربع حقول توركانا، أنها ستبيع فرعها العالمي، بما فيه أصولها في كينيا، إلى شركة "توتال" الفرنسية الكبرى. وتعد "توتال" المطور الرئيسي لحقول النفط في أوغندا ولعبت دورا رئيسيا في التأثير على قرار أوغندا بإسقاط خيار تمرير خط الأنابيب عبر الأراضي الكينية واستخدام تنزانيا بديلاً. ولدى سؤاله بإمكان البدء في جولة جديدة من المباحثات بين الحكومة الكينية و"توتال" الفرنسية، قال وزير النفط الكيني: "لازال الأمر مبكراً للغاية للتعليق على أي شيء". وتترقب كينيا بشغف تنمية إيراداتها من النفط الخام حتى تساعدها في تقليص مستويات الدين العام الذي بلغ نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي. ويرى مسؤولو وزارة الطاقة الكينية، أن كينيا ستجني أرباحاً من مبيعاتها النفطية إذا بيع خام توركانا في الأسواق العالمية بسعر يتراوح بين 34 و50 دولاراً للبرميل. وحسب بيانات شركة "ريستاد إنيرجي" للاستشارات، ومقرها النرويج، يعد سعر 34 دولاراً للبرميل هو نقطة التعادل لخام توركانا الكيني، ويعتبر من المستويات المرتفعة إذا قورن بكبار منتجي النفط الخام كالمملكة العربية السعودية (9 دولارات للبرميل)، والتي تضخ 10 ملايين برميل يومياً، وفنزويلا (50. 23 دولار للبرميل). وبالنسبة لنيجيريا فإن مستوى جني الأرباح يسجل 60. 31 دولار للبرميل، وأنجولا 40. 35 دولار للبرميل، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية 20. 36 دولار للبرميل.