زار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يوم الخميس ضريح ياسوكوني في طوكيو الذي يخلد قتلى الحرب ويعتبره كثيرون رمزا لماضي اليابان العسكري إبان الحرب العالمية الثانية وهو ما أثار غضب الصينوكوريا الجنوبية ودفع الولاياتالمتحدة للتعبير عن قلقها من توتر العلاقات بين دول الجوار في شمال آسيا. وأبدت الصينوكوريا الجنوبية غضبهما مرارا في السابق من زيارات الساسة اليابانيين إلى ضريح ياسوكوني الذي يخلد إلى جانب قتلى الحرب قادة يابانيين أدانتهم محكمة للحلفاء بارتكاب جرائم حرب. وتغضب الدولتان بشكل خاص من زيارة رئيس لوزراء اليابان للضريح وهو يشغل المنصب وآبي هو أول رئيس حكومة يزور ياسوكوني خلال السبع سنوات الماضية. وعلاقات طوكيو مع بكين وسول متوترة بالفعل بسبب خلافات على جزر ونزاعات ناتجة عن الاحتلال الياباني أثناء الحرب لأجزاء واسعة من الصين واستعمارها لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 إلى 1945. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي استدعى سفير اليابان في بكين يوم الخميس ليقدم "احتجاجا قويا" على زيارة أبي للضريح. وكانت العلاقات التجارية بين الصينواليابان ثاني وثالث أكبر اقتصاد في العالم قد تحسنت بعد تراجع في العام الماضي بسبب خلاف على جزر في بحر الصين الشرقي تسيطر عليها اليابان وتزعم الصين السيادة عليها أيضا. لكن تنامت المخاوف من وقوع حادث غير متعمد بين السفن والطائرات الصينيةواليابانية التي تلعب لعبة القط والفأر قرب الجزر المتنازع عليها ويسفر ذلك عن اشتباك عسكري. ودخل آبي -الذي تولى منصبه للمرة الثانية قبل عام بالضبط- الضريح الواقع في وسط طوكيو مرتديا بزة حداد سوداء وربطة عنق رمادية. وعرض التلفزيون في بث مباشر لقطات لموكبه أثناء توجهه إلى الضريح. وزيارة آبي للضريح هي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء ياباني في المنصب منذ 2006. وكانت زيارات رئيس الوزراء الأسبق جونيتشيرو كويزومي السنوية إلى ياسوكوني أثناء توليه المنصب من 2001 إلى 2006 عاملا رئيسيا في توتر الروابط بين الصينواليابان. وتفادى آبي الذي خلف كويزومي في 2006 زيارة الضريح في الفترة الأولى لرئاسته للوزراء وأعاد إصلاح الروابط مع الصين. لكنه قال أنه آسف لعدم زيارة الضريح أثناء فترة رئاسته الأولى في 2006 و2007. وبعد أن زار الضريح يوم الخميس قال آبي إن العلاقات مع الصينوكوريا الجنوبية مهمة وأنه لا يقصد الإساءة لمشاعر الدول المجاورة. وقال آبي للصحفيين بعد زيارته الضريح الواقع في وسط طوكيو "الانتقاد يقوم على فهم خاطئ هو أن هذا تبجيل لمجرمي الحرب لكني زرت ياسوكوني لانقل لأرواح قتلى الحرب مدى التقدم الذي تحقق هذا العام وأنقل لها تصميمي على ألا يعاني الشعب مجددا ويلات الحرب." وقال "آمل بأن تتاح فرصة لأن نوضح للصين وكوريا الجنوبية أن تعزيز الروابط سيخدم المصالح الوطنية." وأعلنت وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس معارضة بكين بقوة لزيارة رئيس الوزراء الياباني لضريح ياسوكوني ووصفتها بأنها "عمل وقح". وقالت "الحكومة الصينية تعبر عن غضبها البالغ من إساءة الزعيم الياباني لمشاعر الشعب الصيني ولدول أخرى كانت ضحية للحرب في تحد صريح للعدالة التاريخية...وتعبر عن احتجاجها القوي وإدانتها الجادة لليابان." ومن جانبها قالت كوريا الجنوبية إن زيارة رئيس وزراء اليابان لضريح قتلى الحرب العالمية الثانية في طوكيو هو تصرف مؤسف يمثل خطئا تاريخيا ويضر بالعلاقات بين البلدين. وقال وزير الثقافة والرياضة والسياحة يوو جين ريونج "لا يسعنا ألا أن نشعر بالأسف والغضب من هذه الزيارة." وأضاف أن هذه الزيارة تمثل خطئا تاريخيا. كما عبرت الولاياتالمتحدة اليوم الخميس عن خيبة أملها بسبب زيارة آبي لضريح ياسوكوني. وقالت السفارة الأمريكية في اليابان في بيان "اليابان حليفة وصديقة موضع تقدير. لكن الولاياتالمتحدة تشعر بخيبة أمل من قيام القيادة اليابانية بهذه الخطوة التي ستؤدي إلى تفاقم التوتر مع جيران اليابان."