قال الدكتور جمال شقرة، مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، الحكم على الشخصيات التاريخية يجب أن يكون فى إطار الظروف الموضوعية التى عاشتها هذه الشخصية، فالحكم على جمال عبدالناصر مرتبط بمرحلة حركة التحرر الوطنى فى دول العالم الثالث، وأكبر ايجابيات عبدالناصر تخليصه لمصر من الاستعمار، واستبداد الملك فاروق النظام الفاسد الذى فشل فى تحقيق حلم الشعب المصرى بالاستقلال من خلال المفاوضات والتحكيم الدولي، كما أنه فشل فى معالجة الأزمة الاقتصادية وهزم فى حرب 1948، وفشل فى مفاوضات القناة، ولم تكن هناك قوة سياسية اجتماعية منظمة ومسلحة قادرة على مقاومة الاستعمار، لكن عبدالناصر نجح فى تكوين تنظيم سرى هو تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش وتحرك هو والضباط الأحرار لحماية مصر من هذا النظام الفاشل، وهذه تعد الايجابية الأولى لعبدالناصر فى نجاحه تحقيق الجلاء عن مصر 1954. بناء جيش قوى ومن أبرز الإيجابيات، وهى أحد مبادئ ثورة 1952، بناء جيش وطنى قوى وكسر احتكار السلاح عام 1955، عندما عقد صفقة الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي، وواجه بذلك مصاعب من الولاياتالمتحدة التى كانت ترفض إعطاء مصر السلاح، فى نفس الوقت كانت تعطى إسرائيل بسخاء، وكان هذا الجيش قد تعرض لمؤامرة فى حرب 1967، إلا أنه سرعان ما عاد بناء الجيش مرة ثانية، فنجح بالانتقام من إسرائيل فى حرب الاستنزاف التى استمرت من 1967 إلى 1970، بالإضافة الى أنه أعاد قناة السويس وتأميمها. السد العالى وأضاف التحدى الأكبر الذى واجه عبدالناصر ونجح فى إنجازه هو بناء السد العالي، الذى يعد أكبر سد فى العالم، ولذى بفضله تمت زيادة أكثر من مليون فدان للأراضى الزراعية، بالإضافة لتوفير الكهرباء وإنشاء المصانع الحربية فى قطاع الصناعة، واهتمامه بالثقافة والمرأة، فجعل لها حق التصويت فى دستور 1956 واهتم بالتعليم، فالقيادات الثقافية الحالية جميعها تعلمت فى مدارس جمال عبدالناصر، ويذكر له أيضًا اهتمامه بأفريقيا، فيعد عبدالناصر رمزًا عند الدول العربية، وتأييده لثورة الجزائر واليمن رغم ما يقال عن الأخيرة من انتقادات لكنه لولا مساندة عبدالناصر لثورة اليمن ما تحقق الانتصار فى حرب 1973.