قال الكاهن اليسوعي الكندي مايكل شيرني، المسئول عن قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة، إن الهيئة تقدّم التوجيهات والإرشادات إلى الكنائس في العالم كافة كي تتخذ الخطوات الصحيحة في مساعدة اللاجئين، تماشيا مع نداءات وتعاليم البابا فرنسيس الذي شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة توفير الضيافة والحماية والاندماج لهؤلاء المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء والمهجرين والنازحين وضحايا الاتجار بالبشر. وأوضح الكاهن اليسوعى الذى كان لاجئا مع عائلته في أربعينيات القرن الماضي، الذى هرب من مسقط رأسه تشيكوسلوفاكيا ولجأ إلى القارة الأمريكية بحثا عن الحرية، أن الهجرة ستصبح منظمة وآمنة ومنتظمة ومسؤولة عندما يتمتع الأشخاص بحرية البقاء في أرضهم إذا شاءوا ذلك، أي لا يكونوا مرغمين على الهجرة والنزوح، واعتبر أن هذا الأمر يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للجماعة الدولية اليوم. وتحدث المسئول الفاتيكانى عن الطابع المميز لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التي تشكل فسيفساء من الثقافات واللغات والحضارات، لافتًا إلى أن الهجرة البشرية ظاهرة طبيعية للغاية، وتشكل جزءا لا يتجزأ من جينات الإنسان. وأكد شيرني، أن الكنيسة مدعوة اليوم إلى التفكير بهذه الظاهرة مع النظر أيضا إلى المسببات الكامنة وراء موجات النزوح والتي تُرغم أعدادا كبيرة من الأشخاص على ترك أرضهم بحثا عن مستقبل آمن في مناطق أخرى، ومن بين هذه الأسباب أعمال العنف والاضطهادات، فضلا عن المخاطر الناجمة عن الظروف المناخية، مشددًا على ضرورة أن تتحمل الدول والحكومات مسئولياتها في هذا السياق. وختم: يشدد الكرسي الرسولي على أهمية ضمان حق الجميع في البقاء في بلدانهم والعيش بكرامة وأمن وسلام، مشددا على أن تعزيز هذا الحق الإنساني يشكل جزءا لا يتجزّأ من إيمان الكنيسة الكاثوليكية وعقيدتها الاجتماعية، وهي تطالب بصون هذا الحق قبل السعي إلى السيطرة على موجات النزوح التي نشهدها اليوم، وهذا الأمر يتحقق من خلال معالجة المشكلات والأوضاع التي تدفع بهؤلاء الأشخاص إلى الهجرة.