وصلت المصالحة بين الفصائل الفلسطينية إلى حالة غير مفهومة، حيث يتهم كل طرف الأخر بالتنصل من تنفيذ الاتفاقيات التى تم توقيعها في القاهرة تحت رعاية أجهزة المخابرات المصرية نهاية العام الماضي. حيث شكك عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبومرزوق في إمكانية تنفيذ اتفاق للمصالحة مع حركة فتح خلال العام الجديد، وأرجع ذلك لما وصفه بتنصل حركة فتح من تنفيذ بنود اتفاق المصالحة. وتوقع أبومرزوق ألا تكون هناك مصالحة في العام الجديد، موضحًا "لن تمارس السلطة كامل مهامها في قطاع غزة"، مرجحا أن "تقدم فقط على رفع بعض العقوبات عن غزة، دون التقدم بشكل حقيقي لترتيب البيت الفلسطيني". وأضاف أبومرزوق وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الرسالة التابعة لحماس أن الاتفاق "لم يكن يشكل أرضية لمصالحة حقيقية". وقال: "إن حماس قدمت كل أوراقها في المصالحة دون أي مقابل، فقد حلت اللجنة الإدارية تلبية للدعوة المصرية، واستقبلت حكومة التوافق في غزة وسهلت اجراءات استلام الوزارات ووافقت على إعادة ما يلزم من الموظفين المستنكفين وبلغ عددهم 1600 موظف، إضافة إلى تسليم معابر قطاع غزة بالكامل، والتعامل بإيجابية بالغة مع احتياجات الحكومة، وتسليم إيرادات المعابر وفقا للطريقة التي حددتها حكومة التوافق". وتابع أبومرزوق: "لا شيء اسمه تمكين حكومة بل تشكيل حكومة توافق أو وحدة وطنية يراقب المجلس التشريعي أدائها، ولا يوجد شيء اسمه تسلم واستلام بل عودة 3 آلاف عنصر أمن من المستنكفين للقوى الأمنية الحالية، كما أننا لم نتفق على شيء اسمه تسليم معابر لأننا لسنا قوة احتلال، بل كان الاتفاق على وضع خاص لها وبتوافق وطني وعقدنا عدة اتفاقيات مع نائب رئيس الوزراء بهذا الخصوص، وكل ما حدث الآن هو خارج الاتفاقيات وكل هذا مرونة عالية للحركة وتعاطيها الإيجابي مع المصالحة". وحذر أبومرزوق من "أن تكون أولوية الصراع لدى فتح والسلطة الفلسطينية متبلورة في إنهاء حكم حماس وقوتها في غزة، وهذا يؤدي بالضرورة إلى أن يجعل مواجهة إسرائيل ومخططاتها مسألة ثانوية ومواجهة حماس هي الأولوية". على الجانب الأخر رد عزام الأحمد القيادي في حركة فتح ورئيس وفد التفاوض لاتفاق المصالحة، على تصريحات أبومرزوق قائلا: "نحن لا نتعامل كردود فعل وما قاله موسى أبو مرزوق عن التشكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق مصالحة مع حركة فتح خلال العام الجديد عرض علي وأنا في القاهرة في وفد التفاوض". وفي مقابلة مع راديو "بي بي سي" عربي فند الأحمد النقاط التي تناولها أبو مرزوق، مشيرا إلى أنه يرى أن حركة حماس لا توجد لديها إرادة حقيقية، لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة في أكتوبر عام 2017. وقال الأحمد إن حركة حماس وضعت العراقيل أمام حكومة الوفاق لبسط سلطتها، مؤكدا أن اتفاق المصالحة نص على تمكين الحكومة وليس تشكيل حكومة جديدة كما يقول أبومرزوق. وقال الأحمد: "من الواضح أن حكومة حماس الموازية التي تعرف باسم اللجنة الإدارية تمارس مهامها، وتضع تلك اللجنة العراقيل أمام ممارسة حكومة الوفاق الوطني لمهامها، إن موسى أبو مرزوق من أشد المعارضين للاتفاق بالرغم من أنه كان عضوا في وفد التفاوض بالقاهرة". وأضاف الأحمد أن حركة فتح مستمرة مادامت هناك خطوات عملية تنفذ على الأرض حتى لو كانت بطيئة من أجل انهاء الانقسام الفلسطيني الذي يصب في صالح اليمين الإسرائيلي ويضر بالفلسطينيين.