«عم سمير».. قضى عمره سعيًا وراء رزقه من أجل أن يرى أبناءه فى أعلى المناصب، وفى سبيل ذلك عمل فى أكثر من مكان لتوفير الدخل المناسب لاستكمال تعليمهم، وبالفعل نجح فى ذلك، رغم خلافاته الزوجية، إلا أن خلافا واحدا نشب بينه وبين زوجته كتب نهاية حياته. «البوابة نيوز» انتقلت إلى موقع الحادث لتكشف تفاصيل تلك الواقعة التى هزت منطقة حدائق القبة. يقول حازم فوزى، أحد أهالى منطقة حدائق القبة، أن المجنى عليه كان محبوبًا من الجميع، ولم تكن هناك أى عداوات بينه وبين أى أحد فى المنطقة، وقبل الواقعة بساعات كان جالسًا بالقرب من منزلى وقال لى «هروح أصلى وأرجع نقعد مع بعض فكان محافظًا على صلاته، كما أنه كان طيبا ولا يفتعل أى مشكلات مع أحد، وكان كل ما يشغله هو أن ينجح فى تعليم أبنائه، حتى يراهم فى مناصب كبيرة، فكان يهتم بهم، وبالفعل هم يدرسون فى كليات قمة، حيث كرمه الله والتحق أحد أبنائه بكلية الترجمة والأخرى بكلية الألسن، ولكن حاله مثل الجميع، حيث كان دائمًا ما يسعى ويكافح من أجل الرزق حتى يوفر لقمة العيش. وأشار إلى أن المجنى عليه كان يعمل سائقا على تاكسى لفترة، ثم تركه ليعمل مع مقاول كسائق جليدر، كما أن أولاده وأسرته محترمون، وليس لهم اختلاط كثير بالمنطقة، فكانت أسرة المجنى عليه هادئة، ولكن تلك المشكلة تسببت فى تفكك الأسرة، قائلًا «الله يرحمك يا عم سمير». وقال أحد أهالى المنطقة، إنهم كانوا جالسين فى يوم الواقعة على أحد المقاهى الموجودة بالقرب من المنزل وسمعوا صرخات، وعندما أسرعوا إلى مصدر الصوت تفاجأوا بأن تلك الصرخات تأتى من منزل سمير، حيث اكتشفوا أنه قد لقى مصرعه نتيجة قيام زوجته بقتله. بينما قالت زوجته المتهمة أمام نيابة جنوبالقاهرة، إن زوجها كان يعمل سائق تاكسى، ولديهما ولد وبنت يدرسان بالجامعة، وأضافت أن زوجها بخيل ولا يقوم بالإنفاق عليهم، ودائما ما يتشاجرون بسبب المصروف لشدة بخله». وتابعت: «يوم الواقعة ذهب لإيصال نجلتهما إلى الجامعة وعاد إلى المنزل، وفور وصوله تشاجرا معا بسبب شرائها فرخة ب100 جنيه، وقام بإحضار سكين من المطبخ وهددها به، وأثناء شجارهما وقع السكين من يده، فأخذته ووجهت له طعنة نافذة بالظهر، وانهالت عليه بالطعنات، ثم هاتفت أشقاءه وأبلغتهم بما حدث، وطلبت منهم الحضور لنقله إلى مستشفى سيد جلال، وتوفى فور وصوله». وكشفت التحقيقات أن المجنى عليه اكتشف قيام زوجته بأخذ 100 جنيه من جيب البنطلون الخاص به دون علمه، واشترت بها «فرخة»، وعندما عاتبها بعد ذلك نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة استلّت على إثرها المتهمة سكّينًا من المطبخ وانهالت على الزوج بالطعنات حتى لفَظ أنفاسه الأخيرة. تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقى رجال مباحث القاهرة، إخطارًا من المقدم تامر فراج، رئيس مباحث قسم شرطة الحدائق، مفاده وجود قتيل داخل أحد العقارات بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص عُثر على جثة المجنى عليه ويرتدى كامل ملابسه، وبه عدة طعنات متفرقة بالجسم، وبعمل التحريات دلت على أن وراء ارتكاب الواقعة زوجته، وتم ضبطها واعترفت بارتكاب الواقعة.