يبدو أن إيران بدأت تكتوى بنيران «الربيع» والإرهاب، التى نشرتها فى المنطقة العربية، إذ خرجت جموع غاضبة بالملايين إلى شوارعها، احتجاجا على الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة فى البلاد، والتى نجمت بشكل كبير عن دعم نظام الملالى فى طهران، للميليشيات الشيعية فى العراق ولبنان واليمن، وتدخلهم العسكرى فى سوريا. ولم تكن الأقلية السنية بمعزل عن الحراك الشعبى الذى بدأ يجتاح إيران فى أواخر ديسمبر 2017، فيما بات يعرف ب«الربيع الفارسي»، على غرار ثورات الربيع العربى، حيث خرج آلاف المتظاهرين فى مدينة الأحواز (جنوب غربى إيران)، بعد أيام من اندلاع تظاهرات حاشدة فى مختلف المدن الإيرانية، وأطلق المتظاهرون شعارات منددة بالمرشد الإيرانى، على خامنئى، والرئيس حسن روحانى، ورئيس مجلس الشورى على لاريجانى، فيما انتشرت عبارات «الموت لخامنئي» و«استحِ يا خامنئى واترك الدولة»، على جدران العاصمة طهران. ولم يغب المكون الكردى عن المشهد، إذ تداول نشطاء معارضون عبر مواقع التواصل الاجتماعى صورًا وفيديوهات لتجمعات الأكراد فى مدينة «شهر كرد» فى شمال غربى إيران، وهم يهتفون الموت للديكتاتور. وتداول نشطاء على Twitter، أيضا مقاطع فيديو تظهر محتجين فى مدينة «بانة» بإقليم كردستان غربى إيران، أثناء قيامهم برمى الحجارة تجاه مبانٍ حكومية وإشعال إطارات السيارات وإطلاق شعارات ضد النظام، احتجاجًا على الممارسات الإيرانية، والمطالبة بإسقاط نظام الحكم، كما شهدت مدينة كرمانشاه ذات التواجد الكردى فى أقصى غرب إيران، خروج مظاهرات، عبر خلالها المحتجون عن غضبهم تجاه مرشد الجمهورية على خامنئى، وطالبوا بإسقاطه ورحيله.