أصدر رئيس البيرو بيدرو بابلو كوتشينسكى، أمس الأحد، عفوا "إنسانيا" عن رئيس الدولة الأسبق البرتو فوجيمورى الذى يمضى حكما بالسجن 25 عاما بعد إدانته بالفساد وجرائم ضد الإنسانية، ونقل إلى المستشفى السبت. وحكم البرتو فوجيمورى (79 عاما) الذى ينحدر من اصل يابانى، البيرو من 1990 الى 2000. وفى 2009، حكم عليه بالسجن 25 عاما بتهم فساد وارتكاب جرائم ضد الانسانية لوقوفه وراء اغتيال 25 شخصا بايدى سرية الموت خلال الحرب ضد حركة الدرب المضىء اليسارية المتطرفة الماوية. وقالت الرئاسة فى بيان ان رئيس الجمهورية "قرر منح العفو الانسانى للسيد البرتو فوجيمورى وسبعة آخرين فى اوضاع مماثلة". وأوضحت أن العفو الرئاسى منح تلبية لطلب قدمه الرئيس الاسبق فى 11 ديسمبر. وكان رجل البيرو السابق خضع قبل اسبوع لفحوص طبية فى السجن الذى يمضى عقوبته فيه منذ 2007. وقال بيان الرئاسة "ثبت ان فوجيمورى يعانى من مرض خطير مستعص وظروف السجن تشكل خطرا على حياته وصحته وسلامته" الجسدية. وقد نقل السبت من السجن الى احد مستشفيات ليما بسبب ارتفاع فى ضغط الدم وعدم انتظام فى ضربات القلب، كما صرح طبيبه اليخاندرو اغويناغا. وقال "اعتقد انه تاثر بكل ما حدث هذا الاسبوع". تتحدث شائعات عن عفو بمناسبة عيد الميلاد وفى اعقاب مفاوضات بين الحكومة واقرباء فوجيموري، منذ تصويت مؤيد للرئيس كوتشينسكى. فالرئيس البيروفى الذى ينتمى الى يمين الوسط، كان مهددا باجراء لعزله فى البرلمان. وقد نجح الخميس فى الاحتفاظ بالسلطة. لكن سبب هذا الانتصار هو فى الواقع انقسام معسكر فوجيمورى الذى ما زال يتمتع بنفوذ كبير فى البلاد. وخلال التصويت خرج النائب كينكى فوجيمورى الابن الاصغر للرئيس الاسبق، عن موقف تياره وامتنع عن التصويت ما سمح لكوتشينسكى بتجنب اتهامه واطلق التكهنات بشأن العفو، وخلال نقل البرتو فوجيمورى الى المستشفى، رافقه ابنه الأصغر. وكينكى فوجيمورى الذى يتنافس على الارث السياسى لوالده مع شقيقته كيكو، كان اول من علق على العفو، معبرا فى تغريدة على تويتر عن شكر العائلة للرئيس على هذه "المبادرة النبيلة". من جهتها، كتبت كيكو فوجيمورى زعيمة "القوة الشعبية" اكبر حزب معارض "انه يوم عظيم لعائلتى ولتيار فوجيموري. اصبح والدى حرا اخيرا. سيكون عيد ميلاد للامل والفرح"، وتمثل كيكو الجناح المعتدل من تيار فوجيموري. وقد اكدت باستمرار براءة والدها وطالبت بالغاء المحاكمة بسبب مخالفات فيها. أما كينكى (37 عاما) الذى يمثل الجناح المتشدد والمحافظ، فلا يخفى طموحه الرئاسى بعدما أخفقت شقيقته مرتين فى الانتخابات. فقد هزمت فى 2016 فى مواجهة كوتشينسكي، وفى 2011 ضد اويانتا اومالا الموقوف قيد التحقيق حاليا بتهمة الحصول على رشى بقيمة ثلاثة ملايين دولار من المجموعة البرازيلية العملاقة للانشاءات اوديبريشت خلال الحملة الانتخابية". ودانت عائلات الضحايا ال25 الذين قتلوا فى عهد فوجيمورى العفو الرئاسي. كما انتقدت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان القرار بينما نزل شبان الى الشوارع فى ليما واشتبكوا مع الشرطة التى منعتهم من الوصول الى قصر الحكومة. وكتب خوسيه ميغيل فيفانكو مدير المكتب التنفيذى لمنظمة هيومن رايتس ووتش، على تويتر "اشعر بالاسف لصدور عفو انسانى عن فوجيموري". واضاف "بدلا من اعادة التأكيد فى دولة قانون انه لا معاملة خاصة لاحد، جاءت فكرة الافراج عنه فى اطار مفاوضات سياسية سوقية مقابل الابقاء على بيدرو بابلو كوتشينسكى فى السلطة الى الابد". والبرتو فوجيمورى الذى نجح فى القضاء على متمردى اليسار المتطرف خلال فترة حكمة من 1990 الى 2000، ولد فى 28 يوليو 1938 يوم العيد الوطنى للبيرو، لمهاجرين يابانيين ودرس الهندسة الزراعية ثم قام بتدريس الرياضيات. وفى 1990، انتخب فوجيمورى الذى يحمل الجنسية اليابانية ايضا، رئيسا بفضل دعم اليسار. وفى 1995 اعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات من الدورة الاولى وب64 بالمئة من الاصوات. وبعد عام واحد اى فى 1996 وافق فيها البرلمان على "تفسير" للدستور يسمح له بالترشح للرئاسة من جديد. فى العام 2000 اعلن فوزه فى الانتخابات الرئاسية لكن البرلمان اقاله فى نوفمبر بعد ادلة على تورطه فى الفساد. فر فوجيمورى الى اليابان وارسل استقالته بالفاكس من فندق فى طوكيو. وامضت ليما سنوات تحاول اقناع طوكيو بتسليمه. وبعد معركة قضائية طويلة قامت تشيلى التى توجه اليها فى 2005 بتسليمه الى البيرو فى سبتمبر 2007. فى 2009، حكم على فوجيمورى بالسجن 25 عاما لانه اصدر اوامر بمجزرتين نفذتهما "سرايا الموت" فى 1991 و1992 وقتل فيهما 25 شخصا بينهم طفل فى اطار مكافحة منظمة "الدرب المضىء". وفى يناير 2015 حكم عليه مجددا بالسجن ثمانية اعوام بتهمة اختلاس اموال عامة فى عقوبة رمزية لان القانون البيروفى يفرض إنزال أقصى عقوبة. كما حكم عليه بدفع مليون دولار الى الدولة. خضع فوجيمورى المصاب بالسرطان فى السنوات الاخيرة لعدد من العمليات الجراحية. وهو مسجون فى مركز للشرطة بالقرب من ليما ونقل مرات عدة الى المستشفى.