شهدت دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة في 24 ديسمبر عام 1871، العرض الأول لأوبرا عايدة، التي اكتشف مخطوطاتها عالم الآثار الفرنسي أوجست ميريت، أو ميريت باشا في وادي النيل، والتي كانت عبارة عن قصة من أربع صفحات، والتي نحتفل اليوم بمرور 146 عامًا على هذا العرض. ألف الأوبرا ميريت باشا عالم المصريات ومؤسس المتحف المصري، وكتب نصها الغنائي جيسلا نزوني وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي فيردي في عام 1869 ليقوم بتلحينها بطلب من الخديوي إسماعيل؛ ووضع فيردي الموسيقى مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في العاصمة الفرنسية باريس وتكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقد قام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما أفوسكاني وروسي. وقد انشئت دار الأوبرا بين حي الأزبكية وحي الإسماعيلية وتم استخدام العديد من الرساميين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانيين من الموسيقين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور الأوبرا من باريس لم تعرض في الاحتفالية، وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم أوبرا ريجوليتو على مسرح دار الأوبرا الخديوية، وهو الاسم الذي اشتهرت به آنذاك. لكن قدمت عايدة لأول مرة فى 24 ديسمبر 1871 على مسرح دار الاوبرا القديمة الخديوي ولم يتمكن فيردي من الحضور، وعرضت في أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا في ميلان بإيطاليا في فبراير 1872. تشتمل الأوبرا على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغاني موسيقية موزعة على أربعة فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، وتحكي عن قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الحبشية الأميرة عايدة وراداميس قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة.