«دى بلد شهادات دى بلد مدارس، أنا حاسس أنى كنت دارس»، كلمات هذه الأغنية التى ألقاها الفنان كريم نجيب وأصبح يرددها الشباب من بعدها أجيالا وراء أجيال منذ صدورها فى عام 2012، تجسد الواقع الذى يعيشه معظمهم، ممن تخرج ووجد أن سوق العمل غير متوفرة، ومن يبستم له القدر منهم ويجد فرصة لكى يعمل بما درسه، يجد نفسه مطالبا بفعل أشياء لم يدرسها قط، ولكن «دينا» أثبتت أنها ليست بلد شهادات كما يردد الجميع، فبالرغم من حصولها على بكالوريوس هندسة، قسم مدنى، إلا أنها عندما وجدت بعد تخرجها أن عملها فى مجال الهندسة ليس بالأمر اليسير كما كانت تظن، فهى لم تستسلم لتحكمات سوق العمل يهزو بها كيفما يشاء، فعندما تقفلت أمامها الأبواب للعمل دون أن تكون مطالبة بخبرة سنوات كثيرة، أو بأن تكون مستندة على وسطة معينة، لم تضع يدها على خدها وجلست فى بيتها تنعى سنوات عمرها الخمس التى أضاعتها فى دراسة الهندسة، وإنما بحثت عن مجال آخر يكون من اليسير تعلمه فى وقت قصير لتدخل منه ربحا يعينها على ظروف المعيشة، فكان كورس التفصيل التى قرأت «دينا» على الفيسبوك عنه، وعلمت أنه سيدرس عملى فى أحد السناتر، بمدينة قليوب، حيث هى تقطن، بمثابة المقابلة التى دبرها القدر لها، لأن سعي «دينا» للعمل فى مجال دراستها كان قد وصل إلى ذروته فى ذلك الوقت، فقررت الالتحاق بهذا الكورس واتعلمت التفصيل ومزجتها بالتصميم والتطريز. تحكى «دينا إبراهيم»، 24 سنة، من مدينة قليوب، قصة تحول وجهتها من البحث عن عمل فى مجال الهندسة المدنى إلى أن أصبحت مصممة أزياء وإكسسوارات، فتقول أتخرجت فى هندسة شبرا قسم مدنى دفعة 2016، أول ما اتخرجت دورت كتير ومازلت بدور واطور من نفسى، بس بسبب إنى ساكنة فى مكان بعيد عن الأماكن المتوفر فيها فرص عمل، وإنى حتى لما تخطيت المشكلة دى وجيت اشتغل فى أماكن بعيدة علشان أثبت ذاتى لقيت أن الغالبية عايزين حد خبرة أو بوسايط، وأنا كنت خريجة لا عندى خبرة، ووسطتى الوحيدة هى ربنا. أما عن دخولها مجال التصميم فتقول «من صغرى بحب الرسم والهاند ميد ووالداتى كانت بتشجعنى وتنمى موهبتى، بس بدايتى كانت إنى عملت شغل الفان داى لدفعتى بنفسى، ومن بعدها خطوباات وأفراح أصحابى». وتضيف «بحس أنى بلاقى نفسى ف شغل الهاند ميد اكتروكنت دايما بدور ع تعلم الجديد فيه، لحد ما لقيت التطريز وحبيته جدا، وأخدت كورس التفصيل اللى غير مسار حياتى ومزجته بالتصميم والتطريز وطورت نفسى من تصميم الملابس لتصميم الإكسسوارات، طموحى فى المجال دا ملهوش حدود».