أقنعت اليونان تركيا بالموافقة على اعادة استقبال مهاجرين وصلوا إلى أراضيها انطلاقا من الأراضي التركية لتخفيف الاكتظاظ الكبير في مخيمات اللاجئين في جزرها، بحسب ما افادت صحيفة يونانية السبت. وقالت صحيفة كاثيميريني: إنه تم التوصل إلى الاتفاق خلال زيارة دولة استمرت يومين قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع، وأثار خلالها غضب محاوريه بالتطرق إلى مسائل ترسيم الحدود وشكاوى حول معاملة اليونان للاقلية المسلمة فيها. ويأتي الاتفاق الجديد ليكمل اتفاقا سابقا باستقبال تركيا مهاجرين عائدين من مخيمات جزر ايجه، ويندرج تحت بنود الاتفاق الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وتعذر الحصول على تعليق من رئاسة الحكومة اليونانية على ما ورد في التقرير. إلا أن مصدرا في الحكومة اليونانية قال الجمعة: إن اثيناوانقرة اتفقتا على "إجراءات تعاون جديدة تهدف الى تخفيف الاحتقان في الجزر، بموجب الاتفاق الموقع بين تركيا والاتحاد الاوروبي"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. ولم يتضح بعد كيف سيكون رد فعل بروكسل على الاتفاق الجديد بحسب الصحيفة. ويهدف الاتفاق بين تركيا والاتحاد الاوروبي الذي انتقدته منظمات حقوقية، إلى تحفيز أنقرة للحد من تدفق المهاجرين. وبموجب هذا الاتفاق المثير للجدل تعهدت انقرة باستقبال المهاجرين الغير الشرعيين الذين وصلوا الى الجزر اليونانية مقابل الحصول على مساعدات مالية، وتخفيف القيود الأوروبية على منح تأشيرات الدخول للاتراك. وقد نجح الاتفاق الى حد بعيد في تقليص اعداد المهاجرين الذين يحاولون عبور بحر ايجه للوصول الى الجزر اليونانية، علما ان أنقرة هددت مرارا بالتخلي عنه لاسباب عدة بينها عدم الالتزام بتخفيف القيود على منح التأشيرات للسياحة. وسجلت اليونان تراجعا حادا في وتيرة عودة المهاجرين الى تركيا بعد الاجراءات القمعية التي اعقبت محاولة الانقلاب ضد اردوغان العام الماضي. وتخشى اليونان نقل اعداد كبيرة من طالبي اللجوء الى الداخل اليوناني، معتبرة ان ذلك يناقض الاتفاق بين تركيا والاتحاد الاوروبي. كما ان دولا اوروبية اخرى تخشى من ان يتمكن طالبو اللجوء، ما ان يصبحوا في الداخل اليوناني، من ايجاد سبل للخروج من اليونان والتوجه الى دول اغنى مثل المانيا حيث يزداد التململ من استقبال المزيد من طالبي اللجوء. الا ان بطء وتيرة نقل المهاجرين ولا سيما بسبب اجراءات التحقق من سيرة طالبي اللجوء ادت الى تخطي مخيمات اللاجئين في الجزر اليونانية قدراتها الاستيعابية.