أرسلت الحكومة الفرنسية قائمة بالمطلوبين للعدالة إلى قطر، تضم متهمين بقضايا تتصل بدعم وتمويل الإرهاب، وطلبت تسليمهم إلى العدالة الفرنسية. وكشف كاتب فرنسى مقرب إلى قصر الإليزيه، عن أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيحرك هذا الطلب لدى زيارته إلى العاصمة القطريةالدوحة خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال جورج مالبرونو، الكاتب الكبير المتخصص بشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على هامش ندوة أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس، أمس، إن بلاده طلبت تسليمها الأسماء الواردة بالقائمة، وهم خليط من الفرنسيين والأجانب. وكشف أوريليان شوفالييه المستشار الدبلوماسى للرئيس الفرنسى عن أن الزيارة التى سيجريها الرئيس ماكرون، ستبدأ بالجزائر غدًا، ثم تنتهى فى الدوحة بعد غد، مشيرًا إلى أن الرئيس ماكرون يصطحب معه وفدًا يضم رئيس المخابرات وخبراء أمنيين ومستشارين فى مجال مكافحة الإرهاب. وقال: إن الوفد الأمنى الذى يصاحب الرئيس سيجتمع بوفد أمنى قطرى كبير لتصفية ملفات تتصل بموضوع تمويل الإرهاب وقائمة الشخصيات المطلوبة للعدالة الدولية المقيمين بقطر. وردًا على سؤال لمندوب مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، بشأن صفقة طائرات «رافال» التى تعاقدت الدوحة بمقتضاها على شراء 12 طائرة تضاف إلى 24 أخرى، قال: «إن الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تكون متروكة للرئيس ماكرون» مضيفًا «حتى الآن لم يتم الاستقرار على إعلان تلك الصفقة خلال الزيارة أم إرجاء الأمر». ولم يجزم مستشار الرئيس الفرنسى بربط المضى فى تنفيذ الصفقة وبين إبداء قطر حسن نوايا بشأن وقف دعمها الإرهاب. وامتنع مستشار الرئيس عن وصف قطر بالدولة الإرهابية، قائلًا: «هذا أمر لا يتخذ على نحو متسرع»، لكنه أضاف «سيوقع الرئيس ماكرون مع الأمير القطرى اتفاقية تتعلق بمكافحة الإرهاب، وتضم أسسًا ثابتة لتدشين حقبة جديدة من الالتزام بمحاربة تلك الظاهرة الخطيرة». وقال: «سياسة باريس هى البقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف بالشرق الأوسط، بما يمكنها من لعب دور الوسيط الموثوق به، الذى يستطيع تقريب وجهات النظر» موضحًا «وهذا الأمر جرى الاتفاق عليه مع السعودية والإمارات». كما يشمل برنامج الرئيس الفرنسى زيارة لقاعدة العديد الأمريكية، يستعرض خلالها كتيبة فرنسية هناك. وأضاف أن الحكومة الفرنسية قطعت شوطًا كبيرًا فى الإعداد للمؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب، الذى سيقام على أبعد تقدير بداية فبراير المقبل.