«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النفايات الإلكترونية.. كنز يضربه الإهمال
نشر في البوابة يوم 29 - 11 - 2017


50 ألف طن.. إجمالى إنتاج مصر من «المخلفات» سنويًا
50 ألف طن، إجمالى ما تنتجه مصر سنويًا من النفايات الإلكترونية، ومع ذلك لم تحقق الاستفادة منها بالشكل الأمثل، فى الوقت الذى سبقت خلاله العديد من الدول فى مجال إعادة تدوير هذه النفايات التى تمثل كنزًا اقتصاديًا مهملًا.
النفايات تتكون من هواتف محمولة وحواسب آلية، وشاشات وأجهزة كهربائية، تجاوز حجمها عالميا 50 مليون طن سنويًا، ووصل حجم الاستثمار فيها 14.7 مليار دولار، وهو حجم صناعة وتدوير النفايات الإلكترونية والتجارب العالمية فى استغلال هذه الموارد، فاليابان على سبيل المثال استغلت النفايات الإلكترونية لاستخراج المعادن النفيسة منها مع إعادة استخدامها فى صنع الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لأولمبياد 2020 فى طوكيو، بعدما نجحت فى تجميع الهواتف القديمة والأجهزة الصغيرة لتجميع نحو 2 طن من الذهب والفضة والبرونز لصنع نحو 5 آلاف ميدالية، وتقوم اليابان بصناعة وإنتاج نحو أكثر من 60 % من أجهزتها الكهربائية الجديدة من تلك النفايات، ودبى أيضا أنشأت مصنعًا لإعادة تدوير 39 ألف طن من النفايات الإلكترونية من أجهزة إلكترونية وكهربائية، بما فيها المكيفات، والبطاريات، ومعدات تكنولوجيا المعلومات، والأجهزة المنزلية، والهواتف المتحركة. وفى المقابل تستخدم مصر الهواتف المحمولة بشكل واسع؛ حيث كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى النشرة السنوية لإحصاءات الاتصالات السلكية واللاسلكية عام «2015/ 2016»، عن ارتفاع عدد مستخدمى الهاتف المحمول إلى 96.2 مليون، فى يونيو من العام الماضي، مقابل 95.1 مليون خط خلال الفترة المناظرة من 2015، بزيادة بلغت نسبتها 1.2 %. الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، كشف أيضًا عن ارتفاع كبير فى نمو الهواتف المحمولة؛ حيث بلغ عدد مستخدمى الهواتف المحمولة فى نهاية أغسطس 2017، ما يزيد على 99.5 مليون مشترك بواقع 11 % من إجمالى عدد السكان، بمعدل زيادة سنوية 3.38 مليون مستخدم، بما يعادل 1.7%، وهذه الأرقام الكبيرة فى عالم الهواتف الذكية تشكل كمًا هائلًا من المخلفات الإلكترونية.
مسئول أحد مشروعات إعادة التصنيع: بدأت منذ 7 سنوات.. ووصلت للعالمية
مجدى كامل: مشروعى الأكبر انتاج سيارة ب14 ألف جنيه
فى المعهد القومى للإلكترونيات، برز اسم المهندس مجدى كامل المسئول عن منظومة إعادة تدوير النفايات الكهربائية، وعلى رأسها اللمبات الليد والكشافات، وشاشات التلفاز الذكية ال LED، والمكيفات، بل والسيارات، والذى حقق نجاحات مبهرة فى هذا القطاع، واستطاع من خلال ذلك الانطلاق إلى العالمية وتصدير منتجاته لدول عربية وأمريكية، وكان هذا الحوار:
■ ما طبيعة مشروعك لإعادة تدوير النفايات؟
- المشروع بدأ منذ 7 سنوات من خلال إعادة تدوير كشافات الليد «كشافات إضاءة الشوارع والأماكن العامة»، وأثبتت التجربة نجاحها ووصلت إلى العالمية وتم تصديرها للمملكة العربية السعودية وكندا.
■ وما الذى دفعكم للاستثمار فى هذا المجال؟
- وجدنا المنتجات المستوردة مكلفة جدا، كما وجدنا فيها العديد من المكونات التى يمكن تصنيعها محليا، فقمنا بإعادة تدوير التالف منها، وكذلك تصنيع البعض منها محليا بالكامل، كما يشمل تصنيع الدائرة الكهربائية، والمكون الوحيد المستورد هو شريحة ال led لأنها مكلفة جدا ويحتاج تصنيعها لمواصفات قياسية معينة، ونظام «clean erea»، ومن هنا أنتجنا منتجا محليا يتفوق على المستورد فى كل شىء.
■ وما العمر الافتراضى للمنتجين المحلى والمستورد؟
- المنتج المستورد عمره الافتراضى 3 سنوات، أما المحلى الذى قمنا بتصنيعه ومعه شهادة ضمان يصل إلى 15 سنة، أى 5 أضعاف العمر الافتراضى للمستورد، وقمنا بتوريد منتجاتنا للعديد من الجهات السيادية وأبرزها شركة قناة السويس، والعديد من الفنادق الشهيرة بالقاهرة، والضمان على المنتج 15 سنة غير شاملة قطع الغيار.
كما أنتجنا كشاف طوارئ مكون بالكامل من الألومنيوم، وله القدرة على الإنارة لمدة 14 ساعة إلى 24 ساعة متواصلة على عكس الكشافات المستوردة ومعظمها صينية الصنع ومكونة من البلاستيك.
■ ما التحديات التى تواجهكم فى تطوير المشروع؟
- حتى الآن نعمل فى إطار ضيق جدا، وفى حدود الإمكانيات المتاحة، ومع ذلك نجحنا فى تصدير المنتج المحلى للسعودية وكندا، بعد أن وثقوا فى منتجنا تعاقدوا معنا ووفرنا لأحد المصانع السعودية كميات ضخمة من كشافات الليد، وفى كندا أيضا وفرنا لهم بالإضافة إلى الكشافات معدات إضاءة للمناجم وعليها ضمان 15 سنة أيضا، كما قمنا بتدعيم المراكب والفنادق العائمة فى البحر المتوسط والبحر الأحمر، فنجحنا فى توفير الطاقة الكهربائية بصناعة لمبات وكشافات مخصصة.
■ من أين بدأتم إعادة تدوير المخلفات؟
- بعد فترة من العمل على المنتج درسنا إمكانية توفير نفقات الإنتاج عن طريق استخدام المخلفات المعدنية والإلكترونية؛ حيث قمنا بجلب مخلفات الألومنيوم والكشافات واللمبات التالفة، وأعدنا تدويرها لتكون صالحة للاستخدام بتكاليف أقل وبجودة أعلى من المنتجات العالمية، كما قمنا بتصنيع مكبس معادن قادر على إنتاج أجسام الكشافات بدقة عالية عن طريق «اسطامبة» متخصصة، وتحت درجة حرارة عالية نقوم بإذابة المعادن المجمعة من النفايات الإلكترونية وعلب المياه الغازية المعدنية «كانز»، لتكون مستخدمة فى منتج محلى ينافس المنتجات العالمية ويتفوق عليها، وكذلك يخلص البلد من المخلفات التى تشكل أزمة كبرى للبيئة.
وفى حالة نقص المعادن أو المخلفات نضطر لاستخدام «raw material»، وهى قوالب معادن من إنتاج مصانع نجع حمادى، وهى للأسف مرتفعة التكاليف.
■ وكم بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع؟
- 7.5 مليون جنيه.
■ وما الرسالة التى تريدون توجيهها للمجتمع؟
- ندعو المحليات والمستشفيات وأى تجمعات لديها لمبات ليد تالفة بإمكاننا تصليحها دون الحاجة لشراء منتج جديد وزيادة حجم المخلفات التى تفاقم الأزمة البيئية.
■ وهل لديكم مشروعات قادمة لإعادة التدوير؟
- لدينا مشروع جديد لصيانة شاشات العرض المنزلية والضخمة وتصليحها، وهذا المشروع سيتكلف من 3 إلى 4 ملايين جنيه، وكذلك لدينا مشروع لإعادة تدوير المكيفات القديمة والتالفة وتصليحها بالكامل، فأى مكيف عبارة عن «كمبروسر» ووحدات كنترول والهيكل الخارجى، وهذا كله يمكن تجديده بالتعاون مع بعض المصانع أو الورش لإنتاج مراحل معينة مثل الجسم الخارجى أو قطع الغيار.
والمشروع الأكبر لدينا هو مشروع السيارات، نعمل على إطلاق المشروع ولكن التحدى أمامنا هو رأس المال؛ حيث يتكلف المشروع فى البداية 40 مليونًا، ومن خلال المشروع يمكننا استلام سيارة حتى لو موديل 1960 ونعيدها أفضل من الحديثة، نعيدها لمالكها جديدة تماما بكل الإمكانيات الحديثة وأفضل الفرش والميكانيكا نعيد السيارة إلى سيرتها الأولى، ولذلك فلن نحتاج لاستيراد سيارات جديدة، ويستطيع المستهلك تجديد سيارته بالكامل ولا يدفع أكثر من 14 ألف جنيه فى معظم الماركات الموجودة فى السوق المصرية.
مالك شركة «تدوير»: تعرضنا لخسارة رأس مال شركتنا فى البداية
مصطفى حمدان: قضينا على 70٪ من مخلفات مصر.. وأمريكا تعيد استخدامها بعد معالجتها
مصطفى حمدان هو شاب مصري، ضمن مجموعة من طلاب هندسة الاتصالات والإلكترونيات، قادته الصدفة لمشاهدة فيلم وثائقى عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، ليؤسس واحدة من أكبر شركات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية فى مصر والشرق الأوسط.
بدأ نشاطه فى «جراج» منزله بمدينة طنطا، وبعد 5 سنوات أصبح حمدان يمتلك شركته الخاصة باستثمارات قدرتها بعض المواقع المتخصصة بملايين الدولارات، فبعد أن كان حمدان يعمل بدور الوسيط فى تجميع المخلفات وإرسالها ليعاد تدويرها فى هونج كونج، قرر أن يبدأ فى عملية إعادة التدوير فى مصر، ومن ثم توسيع استثماراته فى الدول العربية وكان معه هذا الحوار..
■ كيف بدأتم الاستثمار فى هذا المجال؟
- فى البداية أدركنا المخاطر التى تشكلها النفايات الإلكترونية على البيئة وعلى الصحة العامة للمصريين، ووجدنا فيها كنزًا اقتصاديًا مهملًا يمكن الاستفادة منه، فعملنا على تجميع هذه النفايات من التجار والشركات وحتى من المستهلكين العاديين، جمعنا الهواتف المحمولة التالفة وشاشات الكمبيوتر وأجهزة الحاسب واللاب توب، ونجحنا فى إعادة تدويرها وتقديمها للمصانع والشركات لتحقيق استفادة اقتصادية منها، وكذلك تخليص الدولة والبيئة من هذه الأعباء الخاصة بالمخلفات وتخليص البيئة من مخاطرها، لذلك أنشأنا شركة «ريسيكلوبيكيا».
■ وما أبرز المخاطر والأضرار التى تشكلها النفايات الإلكترونية؟
- من أبرز المخاطر التى تشكلها النفايات الإلكترونية عامة والبطاريات بشكل خاص هو استخدامها بشكل خاطئ، الأمر الذى يجعلها قنابل موقوتة على البيئة المصرية، فالمخلفات إما أن تدفن وتصل إلى المياه الجوفية وهو الخطر الأكبر للنفايات الإلكترونية، والذى حذرت منه الأمم المتحدة، حيث قالت إن النفايات الإلكترونية تحتوى على مواد سامة تضر بالإنسان والبيئة، وعند التخلص من هذه الأجهزة بشكل عشوائى تتسرب مكوناتها من العناصر السامة إلى الموارد الطبيعية من ماء وهواء وتربة، وتصل عبر السلسلة الغذائية أو بطريق الاستنشاق إلى الإنسان، وأطلقت الأمم المتحدة مبادرة الشراكة من أجل التخلص من النفايات الإلكترونية (PACE)، ضمن جهود برنامج الأمم المتحدة للبيئة - اتفاقية بازل للتحكم بنقل النفايات الخطرة عبر الحدود.
كما أن بطاريات الليثيوم لها أخطار كبيرة خصوصا على الجهاز العصبي، وفى حالة دفن النفايات الإلكترونية؛ فإنها من السهل جدا أن تؤدى إلى خلط الليثيوم بالمياه الجوفية، وهو الخطر الذى يداهم العالم كله وهو من أكبر أسباب التلوث فى العالم.
ومن أضرار النفايات على البيئة الحرق، والذى يعد من أكبر المشكلات فى التخلص من البطاريات والنفايات الإلكترونية بشكل عام، والخطورة تتفاقم فى حالة محاولة استخدام البطاريات دون نظام مغلق للحماية.
■ وما طبيعة الاستفادة التى تحققها الشركة من النفايات الإلكترونية؟
- نقوم بمعالجتها فى خارج مصر بعد أن نقوم بعمليات الجمع والتصنيف والتصفية ونرسل المكونات المفيدة إلى بعض الشركات فى الخارج، خاصة فى الولايات المتحدة من أجل معالجتها وإعادة استخدامها، وتقديم الدعم الفنى فى مجال «الداتا سيرفيس».
■ وما سبب تخصصكم فى البطاريات بشكل خاص فى عمليات إعادة التدوير؟
- استنزاف الليثيوم فى البطاريات قد يعرض هذا المورد الطبيعى للنفاد خلال السنوات المقبلة، كما أن هناك العديد من أنواع البطاريات قابلة لإعادة الاستخدام، فقبل الليثيوم كانت هناك معاناة فى الحصول على مورد للطاقة الكهربائية المتنقلة، ومع وجود بطاريات قابلة للاستخدام مرة أخرى قديما، إلا أنه بعد استخدام الليثيوم أصبح للبطاريات المستعملة أو التالفة قيمة اقتصادية ويمكن إعادة استخدامها مرة أخرى، نحن نجمع كل أنواع البطاريات «لاب توب أو موبايل»، ونقوم بإعادة تدويرها وتقديمها للعديد من الشركات العالمية لتستخدمها فى منتجاتها.
■ وماذا عن الذهب والفضة فى النفايات الإلكترونية؟
- فى أى جهاز إلكترونى هناك نسب ضئيلة من المعادن، ولكن استخراجها يستغرق جهدا ووقتا كبيرين، كما يتكلف الكثير من الأموال، لك أن تتخيل أنه لاستخراج 1 جرام من الذهب، على سبيل المثال، عليك أن تجمع نحو طن من المخلفات الإلكترونية للأجهزة والذى يوازى نحو 2000 جهاز مثلا.
■ ماذا أضافت شركتكم للمجتمع منذ نشأتها؟
- قبل عملنا فى المجال كانت كل النفايات الإلكترونية تتجه فى النهاية إلى الحرق مباشرة، وأكاد أجزم أنه بعد تواجدنا أصبحنا نشترى معظمها، ونجحنا فى تخليص البيئة من 70٪ من إجمالى المخلفات الإلكترونية وبخاصة فى القاهرة، ونحاول تجميع 50 طنًا فى الشهر، ففى بداية الشركة جمعنا 6 أطنان فى 6 شهور، وخسرنا كل رأس مال الشركة بسبب المنافسة غير الشريفة، كنا نجمع المخلفات من الجمهور والشركات والتجار ولكن الموضوع أصبح صعبًا جدًا.
«الأجهزة» التالفة قنابل موقوتة
أعد الدكتور محسن الحاجري، الخبير بمعهد الإلكترونيات التابع للمركز القومى للبحوث، دراسة بحثية عن الأضرار التى تسببها النفايات الإلكترونية على البيئة وعلى صحة الإنسان.
وأكدت الدراسة التى حصلت عليها «البوابة»، أن النفايات الإلكترونية لها العديد من الآثار السلبية على البيئة وصحة الإنسان، موضحا أن أضرارها على البيئة تتمثل فى إعدامها بطرق غير صحيحة، مثل الحرق والدفن، مما يتسبب فى تلوث الهواء، وتلوث التربة ومنها إلى المياه الجوفية.
وأكدت الدراسة أنه بالنسبة لصحة الإنسان؛ فالنفايات لها دور كبير فى انتشار العديد من الأمراض.
وأوضح الحاجرى أن النفايات الإلكترونية تمثل عبئا على البيئة وصحة الإنسان، مضيفا: «اليوم أصبحت الهواتف المحمولة منتشرة بقوة» بالإضافة إلى المخلفات من الأجهزة المنزلية المختلفة.
وعن تعريف النفايات الإلكترونية، قال: إنها كل ما انتهت صلاحيته من أجهزة الحاسب الآلى ومستلزماته كافة، وأجهزة المحمول، والأجهزة الكهربية مثل الميكروويف، والثلاجة، وأجهزة الاستقبال والإرسال، والكاميرات، وماكينات التصوير، ومعدات الطباعة، ولمبات الفلوروسنت، والهواتف النقالة، واللمبات بأنواعها كافة، والبطاريات الجافة.
أما عن فوائد إعادة تدوير هذه النفايات، فأشار إلى أن إعادة التدوير هى معالجة النفايات من أجل إنتاج سلع جديدة، فبدلا من رمى المواد غير المرغوب بها يمكن وبكل بساطة إعادة تدويرها لتصنيع سلعة جديدة، بالإضافة إلى ذلك؛ فإن إعادة التدوير تساعد فى تقليل كمية النفايات التى عادة تتجمع فى مكب النفايات، وبالتالى تساعد فى تقليل كمية المواد الكيميائية السامة التى يتم دفنها داخل الأرض.
وفيما يتعلق بأبرز المواد القابلة لإعادة التدوير، أكد أن العديد من المواد التى تعد مخلفات للمنازل والشركات هى نفايات إلكترونية يمكن إعادة تدويرها، ولعل أبرزها:
المصابيح الفلوروسنتية، ومنها نحصل على الألومنيوم، والزجاج، والزئبق.
والبطاريات الجافة يعاد استعمال الرصاص والبلاستيك فى صناعة بطاريات جديدة للتليفون المحمول، وبطاريات يعاد شحنها؛ حيث يعاد استعمال الكادميوم والنيكل والحديد. والتليفزيون ومنه يعاد استعمال الزجاج والرصاص. والكمبيوتر أو اللاب توب منهما يعاد استعمال الزئبق والفولاذ والبلاستيك والذهب. وشاشات الحاسوب (يعاد استعمال الزجاج والذهب والرصاص).
كما أكد أنه يمكننا تحقيق استفادة كبرى من النفايات عبر منع طرح النفايات الكهربائية والإلكترونية فى مكان النفايات الصلبة كنفايات منزلية، والتعامل معها بأسلوب خاص يتناسب مع خطورتها، ووضع الآليات المناسبة لفرزها وجمعها وإعادة تدويرها ومعالجتها والتخلص منها أو تصديرها للمعالجة.
وعن أضرار المخلفات الإلكترونية؛ فأشار إلى أن خطورة المخلفات الإلكترونية تتمثل فى وجود مواد سامة فى هذه المخلفات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.