ترتبط قطروإيران بعلاقات وثيقة، على الرغم من أن دول الخليج العربى على خلافات كثيرة مع النظام الإيراني، بسبب الخلاف السياسى والأيديولوجى بينها، وبالرغم من ذلك تتعمد الدوحة أن تقوى علاقتها بطهران من خلال إبرام الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية بينها، وبسبب تلك العلاقة واجهت قطر الكثير من الانتقادات من جيرانها، ولكنها لا تبالى وتعاند دول الخليج العربي. فكل من قطروإيران عضوان فى منظمة الأوبك وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، وبين البلدين اتفاقيات قوية تخص صناعة البترول، وبسبب تلك الاتفاقيات تسيطر كل من قطروإيران على أكبر حقول البترول فى العالم. بدأت العلاقة بين البلدين فى مايو عام 1999، عندما قام محمد خاتمي، الرئيس الايرانى الأسبق بزيارة قطر، وعقب ذلك دعمت إيرانقطر، ثم تطورت العلاقات بينهما عندما دعت قطر الرئيس الإيرانى الأسبق محمود أحمدى نجاد فى عام 2007، من أجل حضور مؤتمر قمة الخليج فى الدوحة كضيف شرف حينذاك. وفى الوقت الذى شرعت فيه إيران فى تُصنيع سلاح نووى وتوترت الدول العربية من هذا الأمر، دعمت قطرإيران وكانت من بين ال15 عضوا فى مجلس الأمن الذى صوت لصالح إيران وأن يكون من حقها امتلاك سلاح نووي، وكانت هذه المرة الألف التى تخالف فيها قطر دول التعاون الخليجى لصالح « طهران». وازداد هذا التقارب عندما تولت جماعة الإخوان «الإرهابية» حكم مصر فى 2012، حيث دعمت كل من قطروإيران الإخوان، وظل هذا الدعم متواجدا حتى وقتنا هذا. ولم يكن التعاون القطرىالإيرانى سياسيا فقط، بل هناك تعاون عسكرى بينهما، ففى أكتوبر 2015 وقعت الدولتان مجموعة من الاتفاقيات العسكرية تحت مسمى «مكافحة الإرهاب والتصدى للعناصر المخلة بالأمن فى المنطقة»، وحينها التقى قائد حرس الحدود الإيرانى «قاسم رضائي» بمدير أمن السواحل والحدود فى قطر وهو «على أحمد سيف البديد»، وخلال هذا اللقاء تم توقيع اتفاقية تعاون لحماية الحدود المشتركة. وعقب هذا اللقاء تم عقد 12 اجتماعا مع عدد من مسئولي أمن إيرانيينوقطريين، وخلال هذه الاجتماعات تم الاتفاق على إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث اقترحت إيران على قطر إنشاء منظمة دفاعية أمنية إقليمية فى بلادها، ووافقت قطر على هذا الاقتراح. وأصبح التعاون العسكرى بين البلدين متينا عقب توقيع كل من الحرس الإيرانىوالقطرى اتفاقيات فيما بينهما من أجل التعاون العسكرى بين البلدين. ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، إن العلاقة بين قطروإيران علاقة طبيعية بحكم التاريخ والتقارب الجغرافى بينهما، مؤكدًا أن هناك توافقا سياسيا كبيرا بين العقلية الإيرانية والعقلية القطرية لذلك الدولتان متفقتان.