خالد محيي الدين أحد رجال الضباط الأحرار وابن عم زكريا محيي الدين مؤسس جهاز المخابرات العامة المصرية، وقد ولد بمدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية عام 1922 وتخرج في الكلية الحربية عام 1940. انضم محيي الدين لتنظيم الضباط الأحرار عام 1944 وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1951 وكان في الصفوف الأولى لثورة 23 يوليو 1952 إلا أنه استقال من مجلس قيادة الثورة في مارس 1954 فتم إبعاده إلى سويسرا لبعض الوقت ثم عاد وفاز في انتخابات مجلس الأمة ( مجلس الشعب ) عن دائرة كفر شكر عام 1957. وكان أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها البرلمان في بداية الستينات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير كما تولى تمثيل دائرته "كفر شكر" بمجلس الشعب منذ عام 1990 حتى عام 2005. وقد أسس أول جريدة مسائية في عهد الثورة وهي جريدة المساء كما تولي رئاسة مجلس إدارة وتحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و 1965 وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي ورئيس منطقة الشرق الأوسط ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح. زعيم يساري شرس في العاشر من أبريل عام 1976 أسس خالد محيي الدين حزب التجمع العربي التقدمي الوحدوي الذي كان ينظر إليه الكثيرون على أنه النافذة الأوسع للشيوعيين في مصر، وهي التهمة التي ظل محيي الدين ينفيها في كل محفل بالتأكيد على أنه حزب لكل أبناء مصر. وعرف الحزب بمواقفه المعادية لكل أشكال التبعية للإمبريالية الغربية ومن بين مقوماته الحفاظ على دولة رعاية قوية قادرة على حماية المواطنين من الاستغلال الاقتصادي وإعلاء قيمة الديموقراطية باعتبارها الضمان الحقيقي للاستقرار وتداول السلطة بشكل سلمي والحفاظ على التضامن بين الشعوب العربية هدف يعمل الحزب من أجل تحقيقه. وعرف حزب التجمع بمعارضته التامة لقيام أي حزب على أساس ديني، لذا كانت جماعة الإخوان تعتبره عدوًا لدودًا لهم وكانت تتعمد تجاهل مواقفه الوطنية وتجاهل دوره التاريخي على طول الطريق بل سعت في أحوال كثيرة لتشويه صورة الحزب وزعيمه. الآن أتكلم ويعتبر كتاب "الان اتكلم" لخالد محيي الدين تأريخًا للأحداث التي سبقت ثورة 23 يوليو 1952 وأحداث الثورة يومًا بيوم وساعة بساعة وحتى أزمة مارس 54 واستبعاد خالد محيي الدين مع محمد نجيب، وكان محيي الدين من أوائل الداعين الي عودة الحياة النيابية لمصر وعودة الجيش إلى ثكناته وأحد أهم المدافعين عن الديمقراطية داخل مجلس قيادة الثورة. كما يشرح الكتاب كيف كانت تدار الأمور داخل مجلس قيادة الثورة بنظرة مختلفة عما كتبه محمد نجيب وجمال عبد الناصر والسادات. عدو الإخوان عرف عن خالد محيي الدين عدائه للإخوان على طول الخط، فرغم انضمامه للجماعة لفترة قصيرة انشق عنها وكان دائما ينتقدهم ويعتبر أنهم ضد الديمقراطية ويعملون على إعاقتها، حتى أنه انتقد الرئيس السابق جمال عبد الناصر، قائد ثورة 23 يوليو 1952، حين أخرج الإخوان من السجن وذلك بعدما انقسمت الثورة بين الداعين للديمقراطية من جهة وبين المؤيدين للثورة من وقادتها بدون الأحزاب من جهة ثانية. وبعد ثورة 25 يناير 2011 ووصول الإخوان إلى سدة الحكم نقل مقربون من محيي الدين تخوفه على تقسيم مصر على أساس ديني وليس وطنيًا، مؤكدًا أن هذا سيحمل مخاطر كبيرة على حاضر مصر ومستقبلها. وفي 27 فبراير 2013 أرسل خالد محيى الدين, رئيس حزب التجمع السابق, برسالة إلى المؤتمر السابع لحزب التجمع الذى يعقد بمقر الحزب الرئيسي لانتخاب رئيس جديد خلفا للدكتور رفعت السعيد مطالبا إياهم بالترابط والعمل من أجل مستقبل أفضل لفضح جماعة الإخوان وإسقاطهم. وقال محيي الدين في رسالته التي ألقاها د. رفعت السعيد: "تمر البلاد بمحنة كبيرة وفى فترة حرجة على الجميع أن يترابط ويعمل من أجل مستقبل أفضل بعد أن حاول الإخوان السيطرة على مقدرات الدولة والأخونة المستمرة لكل مؤسسات الدولة" مشيرا إلى أن الإخوان لا أمان لهم وعلى الشعب أن يفيق ويقف ضدهم وردهم". وأضاف: "على الشعب أن يتحرك ضد الإخوان الذين يعملون من أجل مصالحهم فقط دون مراعاة مصالح الوطن الذين قامت الثورة المصرية من أجلهم قائلا: "الإخوان لا أمان لهم وعلى الشعب النضال ضدهم من أجل حقوقهم ومصالحهم". تحية ثورة 30 يونيو وبعد قيام ثورة 30 يونيو التي أطاحت بجماعة الإخوان، توجه خالد محيي الدين، زعيم حزب التجمع وعضو مجلس قيادة الثورة السابق بالتحية والتقدير لشعب مصر العظيم الذى أثبت لكل شعوب العالم أن الاختيار الديمقراطي في مواجهة الاستبداد السياسي هو اختيار أصيل قدم في سبيله الشهداء من خيرة أبنائه خلال الموجات الثورية المتتالية منذ 25 يناير 2011 حتى 26 يوليو 2013، مضيفًا أن انحياز القوات المسلحة للمطالب الشعبية الثورية عظيم الأهمية في تأكيد الدور التاريخي لها الحامي لشعب مصر وأمنها القومي. وأرسل "محيي الدين" تحياته لضباط وجنود القوات المسلحة وقائدهم العام الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذى أثبت وزملاؤه أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة أنهم يمتلكون شجاعة الإعلان عن موقفهم المساند لشعبهم، رغم ما كان يحيط هذا من مخاطر على وجودهم القيادي وعلى حياتهم الشخصية، مشيرًا إلى أنهم اختاروا الانحياز لاستكمال طريق الديمقراطية من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تكون الكلمة العليا فيها للشعب وحده.