انتهى الأطفال بالصف السادس الابتدائى من اختبارات نهاية العام، وقضوا إجازتهم الصيفية ما بين الخروج والتنزه مع والديهم فى الأعياد والإجازات الأسبوعية واللعب مع أصدقائهم وأقاربهم فى النادى أو بالشوارع أمام منزلهم، بينما ذهب «إسلام»، البالغ من العمر 12 عاما، للعمل بأحد صالونات الحلاقة بناء على رغبة والده الذى يعمل حارسا لأحد العقارات، ومع بدء العام الدراسى الجديد رفض الوالد ترك الطفل للعمل؛ لأنه يأخذ راتبه كل شهر لكى يقدر على توفير حاجة المنزل وشراء متطلبات الدراسة من مصاريف وملابس وكشاكيل وأقلام لإسلام وأختيه الصغيرتين بالصف الخامس والثانى الابتدائي. يستيقظ «إسلام» الساعة السادسة صباح كل يوم يرتدى ملابسه ويذهب للمدرسة ليحضر حصصه بالصف الأول الإعدادى، ويسرع فى الخروج بمجرد انتهاء الحصة الأخيرة حتى لا يتأخر عن العمل الذى لا يأخذ شيئا من راتبه فى نهاية الشهر حتى لا يغضب والده، بينما يساعده مالك صالون الحلاقة بإعطائه بعض الأموال يوميا حتى يدخرها دون علم حارس العقار، كما لا يخبره أيضا بالمبلغ الذى حصل عليه من «بقشيش الزبائن»، وذلك لتحقيق أمنيته فى شراء هاتف محمول حديث وبعض الملابس الجديدة، ويعود الطفل إلى المنزل الساعة 12 منتصف الليل، ويأكل سريعا ويترك الطعام أحيانا حتى يستطيع النوم ساعات قليلة قبل الاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى المدرسة والعمل من جديد. يقول مالك صالون الحلاقة، إنه قبل بعمل الطفل إسلام جمال معه، خوفا عليه من أن يجبره والده على العمل بإحدى ورش السيارات والنجارة أو غيرها من الأعمال الشاقة، ولكنه فى الواقع لا يحتاج إلى صبى يساعده داخل صالون الحلاقة، مشيرا إلى أنه يترك الطفل يذاكر ويستكمل واجباته المدرسية أثناء العمل ولا يزعجه إلا إذا كان الأمر ضروريا، أيضا لا يدقق عليه فى ميعاد الحضور والانصراف، محاولة منه فى تيسير الأمر على الطفل حتى يستطيع استكمال دراسته ربما يتفوق ويدخل إحدى كليات القمة مما يجعل مستقبله أفضل من صاحب محل الحلاقة نفسه.
