حالة طوارئ تعيشها البيوت المصرية الآن استعدادا للعام الدراسى الجديد الذى جاء هذا العام محملًا بأعباء كثيرة بعد الارتفاع الكبير فى مستلزمات المدارس والذى تشهدة الأسواق، والسؤال الذى يفرض نفسه: إلى أى مدى تستنفد العملية التعليمية من دخل الأسرة المصرية خاصة إذا كانت الأسرة متوسطة الدخل أى يتراوح دخلها ما بين 3000 و4000 آلاف جنيه. تقول عبير محمد يوسف )محامية( ولديها ثلاثة أطفال بمراحل التعليم المختلفة بإحدى المدارس التجريبية: إنها تنفق على التعليم أكثر من 2000 جنيه خلال الشهر مقسمة ما بين دروس خصوصية ومستلزمات المدرسة من كتب خارجية وكراسات وكشاكيل وأقلام وألوان وملابس مدرسية وانتقالات من وإلى المدرسة، بالإضافة إلى سندوتشات المدرسة، مضيفة: أن الدروس الخصوصية هى أكثر البندود التى تمتص الدخل الشهرى لرب الأسرة، حيث تصل سعر حصة الطالب فى المرحلة الابتدائية والإعدادية إلى 35 جنيهًا للحصة الواحدة أما المرحلة الثانوية فتتراوح سعر الحصة ما بين 55 إلى 75 جنيهًا أيضًا مستلزمات العام الدراسى كل عام مبالغ فيها بشكل كبير؛ حيث إن المدرسات يطلبن أشياء كثيرة أغلبها لا يتم استخدامها على سبيل المثال تطلب منهم مدرسة الفصل كشكول 60 ورقة لموضوعات التعبير على الرغم من أن الطالب لا يكتب خلال العام الدراسى أكثر من أربعة أو خمسة موضوعات تعبير أى لا يستهلك أكثر من خمس أو ست صفحات، وتتساءل: لماذا الإسراف بهذا الشكل؟ ألم يكف كراسة 28 ورقة بسعر بدلًا من كشكول، كما تتطالبهم أيضًا بكشكول للمكتبة والطلاب لا يدخلون مكتبة المدرسة أكثر من مرتين أو ثلاث خلال العام الدراسى هذا إلى جانب قلم سبورة تطلبة المدرسة من كل طالب ويوضع عليه تكت يحمل اسمه وتهدد من لم يأت بقلم السبورة أنه سوف ينقص فى درجات السلوك مع العلم أن الفصل به 52 طالبًا وهذا يعنى أن هناك 52 قلم سبورة متسائلة ماذا تفعل المدرسة بكل هذا الكم من الأقلام؟ مشيرة إلى أن تكلفة أولادها من مستلزمات المدرسة هذا العام وصلت إلى 1140 جنيهًا. أما رحاب شلبى وهى ولية أمر لأربعة من الأبناء اثنان منهم لم يلتحقوا بسن المدرسة بعد أما الاثنان الآخران أحدهما بالصف السادس الابتدائى والآخر بالصف الثالث الإعدادى بإحدى المدارس التجريبية المتميزة بمدينة نصر، فتقول: إنها خريجة كلية التربية وقررت أن تكتفى بالعمل داخل بيتها والمذاكرة لأولادها حتى توفر بند الدروس الخصوصية التى أصبحت مكلفة فقد وصل سعر الحصة إلى 60 جنيهًا للطلاب فى المرحلة الإعدادية ورغم أنها رفعت عن كاهل زوجها هذا العبء الكبير ولكن هناك مصروفات أخرى تخص العملية التعليمية مثل تكلفة التاكسى الذى يقوم بتوصيل أولادها للمدرسة فقد وصل إلى 250 للطالب شهريًا ورغم أن الدراسة ستبدأ فى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الجارى، ولكن صاحب التاكسى أصر على أن يأخذ نصف شهر بالإضافة إلى تكلفة مستلزمات المدرسة. بينما تقول سالى عبد الرحمن ربة منزل وأم لثلاثة من الأبناء أنها تنفق على التعليم أكثر من نصف دخل الأسرة الذى لا يزيد على 3500 جنيه رغم أن أولادها يدرسون بمدارس حكومى عربى ولكن مستلزمات المدارس أصبحت مكلفة للغاية سواء ملابس أو أحذية بالإضافة إلى الكم الكبير من الكراسات والجلاد والألوان التى أصبحت المدارس الحكومية تتشابه فيه مع المدارس التجريبية والخاص أيضًا الدروس الخصوصية أصبحت فرضًا لابد من أدائه نظرًا لأن المدرس لم يعد يشرح ويصل سعر الحصة للطالب فى المرحلة الابتدائى ما بين 15 إلى 20 ولكل طالب حصتين فى الأسبوع غير ثمن الملزمة التى يعطيها المدرس لطلاب أما الطلاب فى المرحلة الإعدادية سعر الحصة يتراوح ما بين 25 إلى 30 جنيهًا والطالب الثانوى سعر الحصة أعلى سعرًا فهى تكون ما بين 35 إلى 40 جنيهًا المشكلة الأكبر فى المواصلات حيث أنها تشترك فى ميكروباص يقوم بتوصيل طلاب المدارس ويتقاضى على كل طالب 170 جنيهًا أى أن تكلفة الانتقال من والى المدرسة لأبنائها الثلاثة تكلفت واحدها 510 جنيهًا كل شهر هذا إلى جانب مصروف وطعام الأطفال أثناء العام الدراسى.