قال مدير عام آثار الفيوم السابق أحمد عبدالعال، إن الاكتشافات الأثرية الجديدة بالفيوم أكدت أهميتها كإحدى المناطق الهامة في مصر، وأن باطن الأرض بها لا يزال غنيا بما يضم من كنوز. وأوضح عبدالعال، في تصريح اليوم السبت، أن الفيوم تضم حوالي 45 موقعا أثريا تمثل تاريخ البشرية من عصور ما قبل التاريخ مرورا بالعصور الفرعونية واليونانية والرومانية والعصرين القبطي والإسلامي، لافتا إلى أنه على رأس هذه الآثار يأتي هرما هوارة واللاهون وهرم الملك سنفرو في منطقة سيلا ومدينة ماضي وأم البريجات ومعبد قصر قارون ومساجد على الروبي وقايتباي والمسجد المعلق ودير الملاك في جبل النقلون. وكانت البعثة الألمانية التي تعمل في مدينة (وطفة) بمركز يوسف الصديق برئاسة الدكتورة كورنيللا رومر، وبإشراف الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، وجمال أبوبكر مدير عام آثار مصر الوسطى، وسيد الشورة مدير آثار الفيوم، اكتشفت آثارا من بقايا (جمانيزيوم) من العصر اليوناني الروماني يحيط به (تراك) مخصص للجري وأداء التمارين الرياضية، بالإضافة إلى مكان كان يستخدم كساقية أو ربما حمام سباحة ما يشير إلى وجود مدينة رياضية متكاملة في هذا الموقع الذي كان يقطن فيه 800 من المصريين و400 من اليونانيين. وكانت البعثة كشفت في سنوات سابقة كما تقول رشا رمضان نظير مفتشة الآثار المرافقة للبعثة، عن بقايا ربما تكون لمعسكر روماني ومجري لقناة قديمة ومبنى لبرج مراقبة منسوب المياه في القناة والأحواض. وخلال الأسبوع الماضي تمكنت البعثة الروسية التابعة لمركز دراسة المصريات بالأكاديمية الروسية للعلوم التي تعمل في منطقة دير البنات برئاسة جالينا بيلوفا، وإشراف إبراهيم رجب مدير عام الآثار الإسلامية، والدكتور رامي محسن المراكبي المفتش المرافق، من اكتشاف تابوت به مومياء من العصر اليوناني الروماني يعلو وجهها قناع من "الكارتوناج " عليه "ماسك" من الذهب وأعلى الرأس رسم للإله "خبر" وصدرية تمثل الآلهة إيزيس وعلامة الشمس المجنحة. وأكد المفتش المرافق للبعثة، أنه سبق في الأعوام الماضية الكشف عن 3 مومياوات متشابهة مع المومياء التي تم اكتشافها هذا العام وتم التحفظ على المومياوات المكتشفة في المخازن بعد إجراء عمليات الترميم والتقوية لها. ويؤكد خبراء الآثار بالفيوم، أن هذين الاكتشافين من أهم الاكتشافات التي شهدتها مصر هذا العام خاصة، وأن الكشف عن بقايا مدينة رياضية يعتبر اكتشافا فريدا من نوعه ما جعل الفيوم تعود إلى بؤرة الأضواء من باب الآثار.