أكد الفنان «طارق الدسوقى» الذى جسد دور «مصطفي»، أحد أبناء الفنانة شادية فى فيلم «لا تسألنى من أنا»: «أنا سعيد للغاية لتواجدى فى واحد من أهم الأعمال الفنية للعظيمة شادية، باعتباره واحدًا من علامات السينما المصرية، وهو آخر فيلم سينمائى لها»، وأضاف: «دون مبالغة فهى كانت تتعاون معنا كأم حقيقية، بمنتهى الطيبة والحنان والتواضع وخفة الظل». وأضاف: «أنا شخصيا لدى أكثر من موقف طريف معها فى هذا العمل وهى مواقف لا تنسي، من ضمنها أنى كنت أؤدى الامتحان فى السنة الأخيرة فى معهد الفنون المسرحية، وصادف أن يوم امتحان العملى الخاص بى كان نفسه هو يوم تصوير مشهد النهاية الذى تم تصويره فوق السطوح وجمع كل أبطال الفيلم، وبسبب الامتحان كنت الوحيد الذى تأخر عن التصوير، وحينها كنت لا أزال وجها جديدا وغير معروف بشكل كبير، وكان المخرج أشرف فهمى فى منتهى الضيق مني، خاصة أن الفنانة شادية كانت موجودة وأنا لم أحضر، وهو ما جعله يزداد ضيقا عليّ، وحينما حضرت للتصوير نزلت الفنانة شادية ومسكت المخرج، وقالت له: «أقسم بالله لو ضايقته هسيب التصوير وامشي، الولد كان عنده امتحان غصب عنه، وأنا مش مضايقة ولا حد من إخواته متضايق، وقامت باحتضانى وأبعدتنى عنه، وقالت: البس البدلة لكى نبدأ التصور». وعن كيفية اختياره للفيلم، قال: المخرج أشرف فهمى هو من رشحنى للدور فكنت عملت معه قبلها فيلم «حادث النصف متر» مع الفنان محمود ياسين والفنانة نيللى، وبعدها رشحنى للفيلم. وعن أول لقاء بينهما يقول: «كنت مبهورًا جدًا، خصوصا أنها فنانة لن تتكرر ومهمة للغاية فى تاريخ السينما المصرية، وكنت أحب أن أداعبها فى الكواليس من خلال غنائى إحدى أغنياتها، حتى تقوم بالغناء معى، ولكن الأمر لم يفلح دائما، رغم أنه نجح مرة أو اثنتين فقط، وكنت أحفظ أغلب أغنياتها لأنى فعلا من عشاقها ومن المحبين لها وفنها، وبالفعل كنا نتعامل معها على أنها أمنا الحقيقية، وإننا أولادها؛ لأنها أزالت كل الحواجز التى من الممكن أن تكون موجودة حتى يكون هناك جو أسرى حقيقى، وهو ما حدث بالفعل، فكنا جميعا نشعر أننا فى أسرة واحدة وبيت واحد». ويستكمل حديثه قائلا: «قد يعتبرها البعض مطربة، ولكن هى ممثلة قوية جدًا، ولها إطلالة مميزة، وقدمت على مدار عمرها العديد من الأدوار الصعبة التى يصعب على أى فنان تقديمها، وقدمت أيضا العديد من الأفلام التى اعتمدت على موهبتها التمثيلة فقط، مثل: «نحن لا نزرع الشوك» ورائعة «شيء من الخوف» مع القدير محمود مرسي وغيرها من الأعمال. ويقول الدسوقى إنه كان يرغب فى أحد الأيام حضور مسرحية «ريا وسكينة»، التى كانت تعرضها فى توقيت تصوير الفيلم نفسه، وأضاف: «ذهبت بالفعل أنا ووالداى وأحد أشقائى، وكان العرض يحمل لافتة «كمبليت» كامل العدد يوميًا، وذهبت إليها فى الكواليس، وبعد أن سلمت عليها، قالت لى: ما سر حضورك؟ فقلت لها: إن عائلتى ترغب فى مشاهدة المسرحية، ولا يوجد أى مكان للحجز فطلبت وقتها من مدير المسرح أن يضع كراسي إضافية فى الصف الأول فى المسرح لى وأهلى حتى نشاهد العرض، وبالفعل فعلنا ذلك».