تقدم الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، ببيان عاجل للدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس، موجه للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، بشأن حادث الواحات الإرهابي. وقال فؤاد في بيانه، اليوم الأحد: إن جموع الشعب المصري استقبلت على مدار الساعات الماضية خبرًا، مؤسفًا ومحزنًا وكارثيا بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وذلك حينما قامت أعداد وتشكيلات قتالية من رجال الشرطة البواسل بمداهمة تجمع للعناصر الإرهابية بالكيلو 135 بطريق الواحات، الواقع بين محافظتي الجيزة والفيوم. وأسفرت تلك المداهمة عن استشهاد ما يقرب من 20 ضابطا ومجندا بحسب تصريحات المسئولين بوزارة الداخلية، مع العلم أن هناك مصادر أخرى تشير إلى تضاعف تلك الأعداد، بل وتشير بعض المصادر الأخرى إلى وقوع أسرى من رجال الشرطة في يد تلك الجماعات الإرهابية، وهو ما لا نتمنى أن يكون قد حدث بالفعل. وأشار فؤاد إلى أنه بعد تنحية المشاعر والعاطفة، نجد في كل عملية من تلك العمليات الخسيسة تظهر في الأفق وبشكل أكثر وضوحا ناحية جديدة من نواحي القصور والتقصير في الاستراتيجيات وآليات التعامل الأمني مع مثل تلك الأحداث، وفي هذه العملية نجد أن الأمر قد إزداد إلى حد غير مفهوم على الإطلاق، حيث إننا كنا قد اعتدنا في الآونة الأخيرة على أن تلك الجماعات السوداء تقوم بتنفيذ عملياتها ومخططاتها الإرهابية غدرا بمباغتة رجال القوات المسلحة والشرطة، ولكن في هذه الواقعة المؤسفة، نجد أن وزارة الداخلية هي من قامت بتلك الضربة الاستباقية نحو تلك التجمعات للعناصر التكفيرية، أي أن هناك خطة "محكمة" وشاملة كانت موضوعة مسبقا من أجل تنفيذ تلك العمليات بشكل صحيح من النواحي الأمنية. وأضاف "فؤاد" أن القوات التي قامت بمداهمة تلك البؤرة مجهزة ومهيئة بالشكل الكافي للقيام بتلك العملية، الا أننا تفاجئنا بذلك العدد المحزن من الشهداء، فضلا عن عدد آخر مازال مصابا أو مفقودا، فكيف تلك الأمور أن تحدث في ظل وجود خطة أو استراتيجية استباقية لمباغتة مثل تلك العناصر الإرهابية الخطيرة المسلحة على أعلى مستوى. واستطرد "فؤاد" أننا وجدنا خلال الساعات الماضية عدد من التسريبات الصوتية اللاسلكية بين أحد أفراد قوات الشرطة المفقودين، وبين أحد القادة بالوزارة، يدل فحواها على ضعف الاستراتيجية الأمنية الموضوعة لتنفيذ تلك المهمة، كما أوضح بعض من الخبراء الأمنيين عدد من الثغرات المخيفة في آليات تنفيذ تلك المهمة من حيث المعدات والأسلحة، حيث أوضحوا أنه كان من المفترض أن تقوم طائرات الاستكشاف والاستطلاع بمسح وتنشيط المنطقة قبل تدخل القوات بريا في تلك الاشتباكات، فضلا عن عدم مصاحبة الطائرات المقاتلة للتشكيلات القتالية في وقت الاشتباك، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يجنبنا نسبة كبيرة من تلك الخسائر الكبيرة في الأرواح. ونوه "فؤاد" إلى أنه طالب وناشد مرارا وتكرارا السادة المسئولين بوزارة الداخلية، بضرورة تغيير الاستراتيجيات الأمنية، وآليات التعامل مع تلك الجماعات والعمليات الغاشمة، كما قام المجلس الموقر بمد يد العون وإبداء المرونة الكافية، من أجل المساعدة في توفير كل الموارد اللازمة للجهات المعنية من جميع النواحي في حربها علي الإرهاب، ومن أجل القضاء على تلك البؤر وتلك الجماعات بشكل نهائي وجذري ولكن لم نجد من يرد النداء.