في مثل هذا اليوم 21 أكتوبر من كل عام تحدث ظاهرة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل على وجه رمسيس الثاني، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس لتضيء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله. وتعد الظاهرة من أهم المظاهر التي تميز معبد أبوسمبل عن غيره من معابد المصريين القدماء ففي الساعة السادسة وخمس وعشرون دقيقة في يوم 21 فبراير، أو الساعة الخامسة وخمس وخمسون دقيقة في يوم 21 أكتوبر من كل عام يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس فيضًا من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكونًا حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس. واكتشفت هذه الظاهرة في عام 1874، حيث قامت المستكشفة إميليا أدوارذ والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 "ألف ميل فوق النيل"، ولأول مرة منذ سنوات طويلة تعلن وزارتي الثقافة والآثار إلغاء الاحتفال بتعامد الشمس على قدس الإقداس حدادًا على أروح شهداء الشرطة الذين ارتقوا يوم أمس الجمعة خلال مواجهاتهم مع بعض العناصر الإرهابية بالواحات. يقع معبد أبو سمبل على الشاطئ الغربي لبحيرة ناصر وراء السد العالي شامخًا شموخ ثالث فراعنة الأسرة المصرية التاسعة عشرة الملك رمسيس الثاني الذي شيده عام 1250 ق.م، ويتكون المعبد من جزأين يسميان ب"معبد أبو سمبل الكبير" و"معبد أبو سمبل الصغير"، وكلاهما أكثر سعة وفخامة من كل المعابد المصرية في مختلف العصور الفرعونية. وتتكون واجهة المعبد من أربعة تماثيل كبيرة تمثل الملك بارتفاع 20 مترًا وباب يفضي إلى حجرات طولها 180 قدمًا، وتوجد ستة تماثيل في مدخل المعبد الآخر أربعة منها لرمسيس الثانى واثنان لزوجته نفرتارى، وبني المعبد في عهد رمسيس الثاني كنصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش، ولتخويف أهل النوبة المجاورين له، وقد بدأ بناء مجمع المعبد في حوالى 1244 قبل الميلاد، واستمر لمدة 20 عامًا تقريبًا، ومع مرور الوقت كانت الرمال قد غطت تماثيل المعبد الرئيسى حتى الركبتين. وكان المعبد منسيًا حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى يوهان لودڤيگ بوركهارت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث بوركهارت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفاني بلزوني، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهما لم يتمكنا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بلزوني في 1817، بعد نجاحه في دخول المجمع، وبذلك تمر هذه الأيام الذكرى ال200 لإكتشاف المعبد، والتي تحتفي بها وزراة الآثار والسياحة ومحافظة أسوان. يبلغ ارتفاع واجهة المعبد الكبير 33م وعرضها 38م، ويدخل المعبد في الصخر مسافة 63م. نُحتت في الواجهة أربعة تماثيل عملاقة لرمسيس مجسِّدًا الأرباب، ويبلغ طول كل من التماثيل 20م. والقسم العلوي من أحدها مكسور، وعلى الرغم من ضخامة هذه التماثيل فقد أبدع المثّال في نحت ملامح الوجه الوسيم، والابتسامة الرقيقة التي تستقبل الشمس المشرقة، وفوق التماثيل نطاق نقشت فيه أسماء رمسيس الثاني وألقابه "المؤلَّه والمولود من الشمس والمختار منها"؛ أما المعبد الصغير فيقع على نحو 150 م إلى الشمال من المعبد الكبير، وواجهته مزينة بستة تماثيل، أربعة منها لرمسيس الثاني والآخران لزوجته الملكة العظمى نفرتاري الموحدة مع الربة حتحور.