"نيويورك تايمز": النزاع في كركوك يضع أمريكا وإيران بخندق واحد

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن النزاع الذي بدأ عندما اشتبكت القوات العراقية مع القوات الكردية، خلال الأسبوع الجاري لاستعادة مدينة كركوك المتنازع عليها، وضع الولايات المتحدة وإيران في خندق واحد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية -في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس- إلى أن النزاع العسكري بين القوات العراقية والكردية لم يكن المشهد الوحيد المتناقض الذي تشهده الأزمة الراهنة، موضحة أنه في ظل دعم واشنطن لكلا الطرفين، غضت الولايات المتحدة الطرف عن الأكراد -أحد أهم الحلفاء في محاربة تنظيم داعش- خلال النزاع الجاري، فيما تتفق حاليا أهداف واشنطن مع أحد اعدائها الإقليميين ألا وهي إيران.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من أن العملية العسكرية التي شهدتها مدينة كركوك، على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، كانت تحت لواء وراية الجيش العراقي، الا أن القوات البرية ضمت عناصر شيعية مدعومة من قبل إيران.
وأضافت أنه في الوقت الذي أصر خلاله مسئولون أمريكيون، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن الولايات المتحدة لن تنحاز إلى أي طرف على حساب الآخر خلال النزاع الحالي، يقول محللون إن واشنطن صادقت على خطة العراق للدخول إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، فيما توسطت إيران للتوصل إلى إتفاق مع فصيل كردي لسحب مقاتليه من كركوك، ما سمح للقوات العراقية بالاستحواذ على مناطق بدون مقاومة.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد فيليبس وهو مستشار سابق بوزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يكن ليهاجم بدون إخطار الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه على أقل تقدير فإن واشنطن كانت على علم بما سيحدث.
وأشارت إلى أن إيران -التي تتمتع بنفوذ واسع في بغداد- تخشى من أن أي تحرك نحو الانفصال من قبل الأكراد في العراق، قد يؤدي إلى تأجيج الميول الانفصالية لدى الأقلية الكردية في طهران. وأبدت الولايات المتحدة معارضتها للتصويت على انفصال الاقليم، لأسباب عدة من بينها وجود مخاوف من أن انفصال الأكراد قد يؤدي إلى تمزق تحالف القوات العراقية والكردية الذي يحارب تنظيم "داعش" في العراق.