السيطرة على «الجارديان» البريطانية وشراء موقع «هافنجتون بوست عربى» لأسباب تتعلق برفض دولى لقناة «الجزيرة»، واعتبارها متحدثة عن الجماعات الإرهابية، بدأت قطر فى خلق منابر إعلامية جديدة إلى جانب الجزيرة لتعزيز قوتها الناعمة، ولترويج سياستها الإعلامية وأفكارها الإرهابية فى العالم العربى والخارجي، اعتمادا على سياستها التحريرية المريبة، والنهج الذى تتبعه الحكومة القطرية تجاه بعض الدول العربية التى تريد قطر استهداف جبهتها الداخلية، والعبث بأمنها واستقرارها، ولا سيما الدولة المصرية والإمارات، وتوجيه التقارير الهجومية غير الحيادية عن الأوضاع فى الدول العربية، إضافة للترويج لتحليلات تستند لوجهة النظر الواحدة. ورغم أن مصر والإمارات والسعودية قد حجبت جميع المواقع الإعلامية القطرية، فإن منابر قطر الإعلامية ما زالت تبث فى العديد من الدول الأخرى، ومن بين هذه المنابر «موقع عربى 21» الذى تم إطلاقه فى أكتوبر 2013 وحجبته السلطات المصرية فى الأشهر الأخيرة، والعربى الجديد، التى بدأت فى 30 مارس 2014 والتى تزعم رؤيتها التحريرية أنها تعمل لصالح الوقوف بحزم ضد الظلم، ومقاومة الاحتلال ودعم المواطنين العرب فى بحثهم عن الكرامة وحقوق الإنسان. أما شبكة «رصد» المنطلقة بالتزامن مع ثورة الخامس والعشرين من يناير لتعبر عن الأيديولوجية القطرية فى أوقات عصيبة من عمر الوطن العربي، وجريدة الراية القطرية التى تأسست فى 2012، والتى تتبنى مهاجمة الدول العربية وتوجيه الاتهامات لها (كاتهامها للإمارات بتمويل الهجوم على قطر )، ومنابر إعلامية أخرى ك «حماس أون لاين» و«إخوان أون لاين». وتعى قطر أهمية وجودها الإعلامى فى الخارج وبسط نفوذها فى المجتمع الغربي، وتسعى قطر للاستحواذ على مؤسسات إعلامية غربية تعمل بالفعل فى المجال الإعلامي. حيث كشفت تقارير إعلامية عن أن الحكومة القطرية نجحت فى شراء ال20٪ المتبقية من صحيفة الجارديان البريطانية، لتصبح الآن خاضعة لسيطرة الحكومة القطرية، فى محاولة منها لبسط سيطرتها ونفوذها على أكبر الصحف العالمية انتشارا. وفى سياق متصل أطلقت قطر الموقع الإلكترونى «هافنجتون بوست عربي» استكمالا لسياستها بشراء وسائل إعلام غربية وتطويعها لصالح قطر وسياستها العابثة بمصالح الشرق الأوسط. أما شركة «فضاءات ميديا ليميتد» ومقرها لندن، فهى إحدى الشركات التى أعلن عنها الرئيس السيسي، ضمن التحالف من أطراف ودول مختلفة، يسعى الآن لبث الفوضى فى الأمة العربية، وزعزعة الدولة المصرية، وتدمير الشعب المصرى قبل تحقيق أهدافه وطموحاته، وتتخفى خلف شعار «تشجيع الفن العربي». ولم تكتف قطر بالمواقع والمؤسسات الإعلامية الإخبارية بل استغلت إقامة المونديال على أرضها فى 2022 لشراء العديد من المنابر الإعلامية الأجنبية، وكان أبرزها صفقة مجموعة «بريسا» الإسبانية التى تضم عدة صحف وشبكات إعلامية فى 2015. كما لجأ مجلس إدارة تلك المؤسسة الإسبانية بالتعاون مع جهات إعلامية قطرية لتوقيع عقد إصدار صحيفة «آس آرابيا» الإلكترونية لتمكين القارئ العربى من متابعة تغطيات الدوريات الإسبانية والأوروبية وكأس العالم فى قطر 2022. وذكرت الصحف الإسبانية أن شيوخ قطر سيطروا على نحو 10٪ من مجموعة «بريسا» بواقع 65 مليون يورو، وبواقع عضوين بمجلس إدارة تلك المؤسسة، وهما خالد ثانى عبد الله آل ثانى ووليد أحمد إبراهيم السعدى. ويعد توجّه قطر لشراء أكبر مجموعة إعلامية فى إسبانيا بمثابة تأكيد على توجهها لنشر نفوذها فى الإعلام الغربي، ورغبتها فى تواجد قوى داخل منظمة اليونسكو، التى ترعى الأدب والفنون والثقافة، حيث وقع رئيس مجموعة «بريسا» مع اليونسكو اتفاقًا لدعم حرية التعبير والصحافة وأمن الصحفيين والتعليم. وفى سياق الإعلام الرياضى تعد مجموعة قنوات «بين سبورتس» التابعة لقطر إحدى القوى الإعلامية القوية فهى تمتلك سطوة مالية كبيرة وقدرات احتكارية تجعلها القناة الرياضية الرئيسية بالوطن العربي. واستحوذت قطر على المبنى الذى يضم مقر صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، مما دعا المحللين للقول بأنها ممكن أن تكون بداية لشراء الصحيفة. واشترت «قطر القابضة» و«كولونى كابيتال» شركة «ميراماكس» من «والت ديزني» ب660 مليون دولار. وأنتجت «ميراماكس» أكثر من 700 فيلم، وتملك حقوق مئات الأفلام الأمريكية، من بينها «Bridgette Jones Diaries» و«The English Patient».