أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حزمة من المقترحات لإعادة تأسيس أوروبا، بينها تأسيس مكتب أوروبي للجوء وشرطة مشتركة على الحدود. واقترح ماكرون في كلمة ألقاها اليوم أمام جامعة السوربون في مجال الدفاع، استقبال الجيوش الوطنية للعسكريين من كل البلدان الأوروبية ووضع هدف مشترك، وهو القدرة على العمل الذاتي بحلول عام 2020. وطالب باستحداث قوة تدخل أوروبية وموازنة مشتركة وتبني عقيدة واحدة للتدخل، ودعا إلى إنشاء أكاديمية أوروبية للاستخبارات ونيابة أوروبية ضد الإرهاب وقوة أوروبية للدفاع المدني ضد الكوارث الطبيعية. كما طالب، حفاظا على السيادة الأوروبية، بإصلاح السياسة الزراعية المشتركة وفرض ضريبة أوروبية على الصفقات المالية لتمويل المشروعات الإنمائية، مؤكدا ضرورة تعميم هذا الإجراء في أوروبا الذي تطبقه حاليا فرنسا وبريطانيا فقط، ودعا إلى استحداث وكالة أوروبية للابتكار الرقمي، وإلى حماية حقوق النشر ومكافأة جميع أشكال الابتكار. وأوضح أن تلك الوكالة يجب أن يكون بمقدورها تمويل مجالات جديدة للبحث مثل الذكاء الاصطناعي، على غرار الوكالة الأمريكية للأبحاث العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية والتي تقوم ببحث وتنمية تكنولوجيات جديدة سمحت في سبعينات القرن الماضي باكتشاف الإنترنت، وجدد رغبته في فرض ضرائب على شركات الإنترنت. وتضمنت مقترحات الرئيس الفرنسي إنشاء سوق أوروبي للطاقة وفرض ضريبة الكربون على الحدود الأوروبية مع وضح حد أدنى لسعر الكربون، وندد بتباين أنظمة الضرائب على الشركات في بلدان أوروبا، ودعا إلى استحداث منصب وزير المالية لمنطقة اليورو ووضع ميزانية قوية لمنطقة اليورو وفرض رقابة ديمقراطية عليها. كما دعا إلى إنشاء جامعات أوروبية ووضع قاعدة مشتركة للحقوق الاجتماعية الأوروبية، ودعا كذلك إلى عقد مؤتمرات وإجراء مشاورات عامة في أنحاء أوروبا بشأن بناء اتحاد أوروبي أكثر ديمقراطية وسيادية. وكان الرئيس الفرنسي قد استهل كلمته بالتأكيد أن أوروبا ضعيفة وبطيئة جدا وغير فاعلة، إلا أنه من الضروري إعادة إطلاقها في مواجهة التحديات الكبرى على مستوى العالم، وقال: "إن أوروبا وحدها قادرة على إعطائنا قدرة للتحرك في العالم لمواجهة التحديات المعاصرة".