يقول دوستويفسكى فى رواية الأبله: «لقد استولى البابا على الأرض، والعرش الأرضى، وأشهر السيف، ثم لم يتغير شيء منذ ذلك الحين، اللهم إلا أن يكون السيف قد أُضيف إليه الكذب والمكر والخديعة والتعصب والخرافة والسفالة». وهذا أشبه بما يصفه الروائى الروسى والمسمى فى العلوم السياسية ب«الثيوقراطية»، حدث فى إيران على يد آية الله الخمينى المولود فى 24 سبتمبر 1902 ليصبح قائد الثورة الإيرانية 1979، والزعيم الروحى الذى أطاح بالشاه محمد رضا بهلوى، وأصبح بموجب الدستور الموضوع بعد الثورة المرشد الأعلى للبلاد، حتى وفاته فى 3 يونيو 1989 وهو يمثل أعلى سلطة دينية وسياسية فى إيران. ولد «روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوى الخمينى» بمدينة خمين الإيرانية، ولم يكمل خمسة أشهر من عمره حتى اغتيل أبوه، وبقى تحت رعاية أمه «هاجر». ألف حوالى 40 كتابا، ونظرا لآرائه المعارضة للأسرة الملكية فى طهران ودعوته ل«ولاية الفقيه»، تم نفيه خارج البلاد لمدة 15 عامًا وعاد بعد تمكن الثورة من الحكم. كان معارضا شرسا للشاه رضا بهلوى، حيث أشار فى إحدى خطبه إلى العلاقات السرية بين الشاه وإسرائيل فاعتقله الأمن، وانتشر الخبر ما استفز مشاعر المؤيدين فنزلوا إلى الشوارع فى 5 يونيو 1963، واشتعلت المظاهرات، التى هاجمها الأمن واعتقل العشرات حتى أفرج عنه بعد عشرة أشهر، وكان صاحب دعوة إهدار دم الكاتب سلمان رشدى، بسبب كتاب «آيات شيطانية»، وأشار إلى الولاياتالمتحدة ب«الشيطان الأكبر» وإلى الاتحاد السوفييتى ب«الشيطان الأصغر» وأيد احتجاز الرهائن الأمريكيين فى سفارة لدى طهران، واختارته مجلة التايم، رجل العام فى 1979. توفى «الخمينى»، فى 3 يونيو 1989، عن عمر يناهز 87 عاما ودفن فى مدينة طهران، وله ضريح معروف فى مكان دفنه بالقرب من مقبرة تسمى بجنة الزهراء.