بعد موجة البرد الشديد التي اجتاحت مصر في الأيام السابقة، تضرر العديد من العاملين في المحلات التي تبيع المشروبات الباردة حيث عزف الزبائن عن الشراء ولجأوا للمقاهي التي تقدم المشروبات الساخنة. وتوقع الخبراء تجدد الموجة مرة أخرى خلال الأيام القادمة، مما يصيب بعض الحرف "محلات العصير" التي عبر معظمهم عن نيتهم لتحويل النشاط من بيع العصير إلى المشروبات الساخنة أو بيع الحلويات، بينما أصر البعض الآخر على استمرار النشاط حتى لو كان البرد قارصًا. قال محمود الشواف، الإقبال على المحل يتضاءل شيئًا فشيئًا، خاصة مع موجة البرد الشديدة التي نتعرض لها حاليًا، فهي تقريبًا ستجعلنا نتوقف عن العمل، بغض النظر على إن الإقبال كبير أو متضائل، لكن شغلنا دائمًا يحتاج للمياه، ونحن لن نستطيع تحمل المياه طول الوقت فالجو "ثلج". وأوضح فتح الباب، أن فصل الشتاء طول عمره يقلل من عدد الزبائن في محلات العصير، ولكن هذا الشتاء جاء قاسيًا سواء في البرد أو في أحكامه على محلات العصير، فلا وجود للزبائن تقريبًا، ومن يأتي يكون من الشباب ويطلب العصير على أنه يقوم ب "حركة مجنونة" سواء أمام حبيبته أو أصحابه، ليثبت أنه شاب جامد يتحمل برودة الشتاء. وحمل زينهم محمود موجة "أليكسا" كل ما يحدث لمحلات العصير حيث قال " الله يخرب بيت أليكسا على اللي جابوا أليكسا، تلك الموجة التي أودت بشغلنا وصحتنا الأرض، من هو المجنون الذي سيأتي ليشرب عصير قصب أو تمر في هذا الجو البارد، فالناس في هذا الجو تسعى إلى المشروبات الدافئة وعلى رأسها السحلب، لكن العصير راحت عليه خلاص. وحاول رامي كمال، تطوير النشاط حتى لا يموت من الجوع _ على حد قوله _ حيث قال " أنا أحاول أن أشغل مخي، طالما العصير بقا حاجة مش مطلوبة في الشتاء، فأحاول أن أكثف من عمل المشروبات الساخنة ك "عصير البوريو وعصير اللب والسوداني والسحلب" وبنقول يارب. وغير محمود شكري نشاط المحل بالكامل، حيث حول المحل إلى مكان لبيع البسبوسة والكنافة وقال" ابني في الاعدادية الآن، وهو دائمًا يقول إن المأكولات التي تحتوي على السكريات تضيف طاقة إلى جسم الإنسان، وتجعله أكثر دفئًا، أنا كتبت هذه الجملة على لافتة كبيرة، وبدأت في بيع البسبوسة والكنافة، وأحيانًا أضيف إليهم أرز بلبن أو مهلبية، والمركب ماشية الحمد لله. وعبر زين عبد السلام، عن استيائه من الوضع الراهن، حيث قال " كنا في السابق نقول إن الإخوان وتظاهراتهم تعطل مسيرة " أكل العيش" والآن جاءت برودة الجو لتعطل أكل العيش، وبالتالي أظن أن ما يحدث إشارة صريحة للجميع بأن يوم القيامة قد اقترب جدًا، فلا أكل عيش ولا صحة ولا بلد مستقرة ولا أي حاجة. وأشار عبد الهادي السيد، أنه بانحسار زبون العصير، كان لا بد من تطوير "الشغلانة " حتى نستطيع ملاءمة الوضع، ولذلك قررت أن أحول المحل إلى مكان يصنع القهوة، وبالفعل اشتريت الماكينة، وسأبدأ في النشاط الجديد من صباح باكر، فهي مشروب ساخن وله زبون، كما أنني سأقدم السحلب وأعتقد أنه المشروب الرسمي للشتاء في مصر. وأصر كمال الدين عاشور، على استمراره في بيع العصير على الرغم من انحسار الزبائن، وقال العصير ليس له موسم، فهناك أشخاص كثيرون يشربون العصائر الباردة في الشتاء فقط، وبالتالي الموضوع كله أرزاق ومهارة في التقديم، وكل من يحول نشاطه في الشتاء ضعيف جدا، وأحسن له يسيب الشغل خالص. وأعلن حسن عبد الباري، عن تصميمه الشديد للاستمرار في العمل حتى لو وصلت درجة الحرارة إلى "صفر" وقال أنا قادر على استقطاب زبوني حتى لو تجمدت مصر، بدليل أنه في أوروبا يكون الجو متجمد ونجدهم يسبحون في البحار، وفي مصر سيتجمد الجو وسيظل المصري يشرب العصير.