نشرت مجلة "فرونت بيج" تقريرًا حول الدعم العسكري الروسي لمصر، واضعة هذا الدعم في إطار صراعات السلطة في الشرق الأوسط، حيث ينقسم إلى ثلاثة تكتلات رئيسية، الأول: تمثله قطروتركيا، والثاني: الإخوان وهو الأقرب إلى الإدارة الأمريكية التي دفعت أموالًا من دافعي الضرائب لنشر "الإسلام التركي القطري" وفقًا لتعبير المجلة، والتكتل الثالث: السعودية والكويت ومصر والأردن، وروسيا في وضع مثالي وسط كل هذه التكتلات. ونشرت صحف روسية أن موسكو وافقت على تزويد مصر أكثر ب 2 مليار دولار في المعدات العسكرية بموجب اتفاق خاص بأسلحة رئيسية جديدة. وذكرت المجلة الأمريكية أن الجيش المصري يمكن أن يشتري ما يصل إلى 2 مليار دولار لطائرات الهجوم، والدفاع الجوي، والصواريخ المضادة للدبابات قصيرة المدى، وفقا لصحيفة فيدومستي الروسية، التي نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع في موسكو وغيرها. وجاء الإعلان عن الصفقة بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ووزير الدفاع سيرجي شويجو، وعقد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في مصر. وأضافت "فرونت بيج" أن تعزيز الروابط بين مصر وموسكو جاء بعد قرار الولاياتالمتحدة بتخفيض مساعداتها لمصر، وكذلك تبدو روسيا الأقرب إلى إيران بمرور الوقت. وذكر ميخائيل مارجيلوفن رئيس لجنة الشئون الخارجية الروسيةن أن مصر من المرجح أن تحصل على الأسلحة التي ترفضها الولاياتالمتحدة وذلك في نقاش علني لصفقة الأسلحة أواخر الأسبوع الماضي. وكانت مصر تعتمد على الولاياتالمتحدة لطائرات إف 16 وغيرها من أنواع الطائرات الحربية المتقدمة لمحاربة الإرهابيين في المنطقة المتنازع عليها في سيناء وأماكن أخرى. وتتجه مصر إلى روسيا الآن من أجل طائرات من طراز ميج 29 وأنظمة مضادة للصواريخ، ومجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للدبابات التي يمكن أن يستخدمها لتفريق المتظاهرات وفقا لتقارير وسائل الإعلام الروسية. وقال الأمير التركي الفيصل، المدير السابق للاستخبارات السعودية: "رأينا العديد من الخطوط الحمراء، التي طرحها الرئيس أوباما، وكلما مر الوقت تحولت إلى اللون الرمادي، ثم انتهت إلى أن تكون بيضاء تمامًا". الأسرة الحاكمة في البحرين هي أيضًا عدوة لإيران والإخوان المسلمين، ويشعرون بنفس الطريقة، وقال ولي عهد آل خليفة مؤخرًا إن أمريكا تبدو أنها تعاني من انفصام في الشخصية عندما تتعامل مع العالم العربي. وذكر مسئول مصري أن اعتماد سياسة مناهضة لواشنطن قد تكون صعبة، ولكنها ستدفع أمريكا لاتخاذ مواقف أكثر مرونة. والعراق الآن في فلك النظام السوري وإيران، والأردن مستاءة لتخلي الولاياتالمتحدة عن قضاياها، حيث باعت الدروز والمسيحيين في لبنان، والأكراد في العراق، وتتخلى عن التحقيق في مقتل سعد الحريري. تقول المجلة إن ما يحدث هو نبأ عظيم لفلاديمير بوتين، الذي قال في عام 2005 إن انهيار الاتحاد السوفيتي أكبر كارثة جيوسياسية في القرن. ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشئون الخارجية الروسية، قال إن روسيا تعود إلى عدد من المناطق التي فقدتها خلال التسعينيات. وأشارت المجلة إلى أن الشرق الأوسط ينقسم الآن إلى ثلاثة تحالفات: الأول هو تركيا والإخوان وحماس وقطر وتونس، وهو التحالف الأكثر ملاءمة لإدارة أوباما، وذهبت إلى أبعد من ذلك حيث استخدمت أموال دافعي الضرائب لنشر الإسلام التركي والقطري.
التحالف الثاني هو إيران وحزب الله والعراق، وتحاول إدارة أوباما بناء علاقة أفضل مع هذه الكتلة، بينما التحالف الثالث يضم مصر والسعودية والأردن والإمارات والبحرين والكويت، باستثناء عمان التي تحاول البقاء بعيدًا عن المواجهة مع إيران، وهذا التكتل هو الأكثر ملاءمة لإسرائيل والتي عبرت عن استيائها بشكل علني من سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعتبرت المجلة روسيا في وضع "مثالي" في الشرق الأوسط، حيث يشتهي جانبا الصراع على السلطة في الشرق الأوسط صداقة الجانب الروسي، ويعتبر بوتين أحد الخيارات المطروحة، ويمكن أن يختار الجانب الإيراني أو التركي، أو الجانب السعودي المصري، أو يتلاعب بهما لمصلحته.