تزايدت وتيرة عمليات الذئاب المنفردة في الدول الأوروبية في الفترة الأخيرة، حيث شهدت دولًا ك"إسبانيا، فنلندا، ألمانيا، روسيا"، العديد من عميات الدهس بالشاحنات، والطعن بالسكاكين، الأمر الذي يستغله تنظيم "داعش" الإرهابي ومن على شاكلته لتخفيف حدة الحرب عليه في مناطق تمركزه، واتباعًا لما أسماه التنظيم الإرهابي بالخيل المسومة، التي شكلها لتكون مهمته الأولى دهس المدنيين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة. الحدث الأكبر الذي أعلن عنه تنظيم "داعش" الإرهابي، حادثا الطعن والدهس وسط مدينة برشلونة الإسبانية، أدى إلى مقتل 14 وإصابة آخرين، حيث تبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجمات التي وقعت في المدينة، حيث قام التنظيم بنشر العديد من الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي "التليجرام" أعلن التحدي من خلالها إعلاميًا، حيث يظهر في إحدى الصور مبنى الكوليسوم في العاصمة الإيطالية روما، وكتب تحتها "سيحدث ذلك في القريب العاجل"، معلنًا بذلك بدء استراتيجية جديدة في العمليات الإرهابية داخل قلب أوروبا. وفي بيان نشره التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، أكد أن مفرزتين أمنيتين تابعتين ل"داعش" انطلقتا لتنفيذ الهجمات الإرهابية الخميس الماضي، مضيفًا أن الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة 150 شخصًا، موضحًا أن تلك الهجمات تأتى استجابة لدعوة قادة التنظيم لاستهداف الدول المشاركة في التحالف الستيني الدولي لمحاربة التنظيم في سورياوالعراق، متوعدًا بشن مزيد من الهجمات خلال الفترة المقبلة. عمليات الدهس والطعن زادت خلال اليومين السابقين، حيث قامت الشرطة الروسية، صباح أمس السبت، بضبط شخص هاجم ثمانية في مدينة سورجوت شرق روسيا وأصابهم بجروح. فيما قام شخص بعملية طعن في مدينة فوبرتال ألبرفيلد غربي ألمانيا، قتل على إثرها شخص وأصيب آخر، ولاذ الإرهابي بالفرار، بينما طعن شخص في مدينة توركو جنوب غرب البلاد، شخصين قتلا على إثر الطعن، وأصيب ستة آخرون، وكانت الشرطة قد قالت إنها أطلقت النار على رجل بعد إفادات بأنه طعن عدة أشخاص. الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير الاستراتيجي، أكد أن الحملة المكثفة على تنظيم داعش في المناطق التي يتمركز فيها في سورياوالعراق، من الطبيعي جدًا أن تدفعه إلى التحرك ناحية الدول الأوروبية والتركيز عليها لتخفيف حدة الحرب عليه. وأضاف الخبير الاستراتيجي في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه فيما يتعلق بالعمليات الأخيرة التي تمت في إسبانيا، فإن معلومات استخبارية كشفت عن أن هناك تمركزا لقادة خلايا مرتبطة بالتنظيم في إسبانيا على صلة بالعمليات التي جرت في عدد من الدول الأوروبية، فتم القبض على عدد كبير منهم في الأيام التي سبقت الحادث فظهرت عملية الدهس لإثبات أنهم ما زالوا موجودين رغم القبض على مجموعات كبيرة منهم. وتابع: أن هذا النمط من الهجمات أعلن "داعش" عنه منذ عدة أشهر، وسماه "جهاد الممكن" أي أن يمارس الإرهابي العمل بكل ما هو متاح إليه ولا يحتاج الأمر إلى خلايا كبيرة أو غيره، فيمكن أن يقوم بعملية دهس أو طعن ولا يحتاج لتدريب ولا اتصالات تسمح لأجهزة الأمن بالقبض عليهم، مشيرا إلى أن تسميات مثل "الخيل المسومة" أو غيرها هدفها أن يأخذ الأمر صبغة دينية ليبدو كنوع من الجهاد، بينما الحقيقة أن التنظيم الإرهابي بدأ يعاني في الأماكن التي يتمركز فيها، فيطلب من العناصر التي تؤمن بأفكاره التكفيرية التي يطرحها وليس شرطا أن تكون هذه العناصر عملت في سوريا أو العراق وعادت إلى بلادها، لكنه فقط مرتبطة فكريا بالتنظيم. وكان تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأ بنشر بيان له عبر منصاته الإعلامية للترويج إلى ما يعرف لديه ب"ديوان الإعلام"، زاعمًا أنه شهد قوة في الفترة الأخيرة لحسن إدارته للحرب الإعلامية، لافتًا إلى أنه صار مرعبًا كونه متنوعًا، حسب قوله.