بعد مرور خمسة أشهر على واقعة انتحار فتاة بدائرة قسم شرطة منشأة ناصر، كشف تقرير الطب الشرعي أن الفتاة لم تنتحر وأنها قتلت، لتفتح النيابة تحقيقات موسعة وتستدعى أهل الفتاة مرة أخرى لسؤالهم، حيث تبين من التحريات أن الفتاة قتلت على يد والدتها بدائرة قسم شرطة السلام، محل إقامتها قبل أن ينقل جثمانها إلى دائرة قسم شرطة منشأة ناصر. توجه محرر «البوابة» إلى مكان الواقعة في شارع رزاز المتواجد على شريط السكة الحديد في منطقة منشأة ناصر، للقاء أسرة المجني عليها، وكانت البداية بمقابلة الجيران الذين أكدوا أن الأم المتهمة غير مقيمة بالمنطقة ولا يعلمون عنها أي شيء، فيما أكد صاحب محل بالشارع أنه سمع من أهالي المنطقة عن انتحار فتاة وأن الأمن ألقى بالقبض على الأم، مضيفًا أنه ظن أنها شائعات ولم يهتم بالحادث. وأكد عدد من أفراد الأسرة أنهم فوجئوا بالأم تخبرهم أن نجلتها تناولت أقراصا مخدرة عقب رسوبها فى الامتحانات، وقالت نجلة شقيقة المتهمة، إن خالتها اتصلت «بنجلها» شقيق الفتاة الذى يعمل فى الصاغة بالجمالية للحضور ومساعدتها فى نقل جثتها إلى منزل جدتها بمنشأة ناصر، مضيفة أنها سمعت خالتها تبكي قائلة «هى اللى جنت على نفسها». الأب أشار إلى أنه ارتاب من تصرفات الأم، ولكنها أثناء الدفن قالت إنها عقب تناولها للأقراص السامة اختل توازنها، وارتطم رأسها بالحائط وسقطت ميتة، فحرر محضر رقم 402 إداري منشأة ناصر وتمكنوا من استخراج تصريح الدفن، عقب انتهاء الطب الشرعي من التشريح، وقاموا بدفنها. وبعرض القضية على نيابة منشأة ناصر الجزئية برئاسة المستشار هيثم أبو ضيف رئيس نيابة غرب القاهرة الكلية، تشكك في أحداث الواقعة حيث إن الوفاة حدثت بدائرة القسم وتم استخراج تصريح الدفن من دائرة أخرى، فقام محمد شحاتة وكيل النيابة باستدعاء الأم والأب وأسرة المجنى عليها للاستماع إلى أقوالهم مرة أخرى، فأقر الأب والشهود بأنها انتحرت. وعقب ورود تقرير الطب الشرعي كانت المفاجأة أن الإصابات التي وجدت بالجثة لا تتوافق من رواية الأم، كما تبين أن الفتاة فقدت عذريتها، فأمرت النيابة بتفريغ هاتفها المحمول حيث عثر على رسائل ومحادثات بينها وبين أحد الأشخاص غير محدد الهوية. فتم استدعاء الأم مرة أخرى التى اعترفت أنها علمت أن نجلتها على علاقة بشاب، ويوم الواقعة علمت أنها ذاهبة للقائه، فحاولت منعها فقامت المجني عليها بالاعتداء عليها بالضرب، فقامت الأم بضربها بعنف وأمسكت رأسها وأخذت تصدمها بالحائط عدة ضربات حتى سقطت قتيلة، فقامت بأخذها إلى منزل أسرتها وأقنعت أجهزة الأمن أنها تناولت أقراصًا مخدرة عقب علمها برسوبها في الامتحان، فأمرت النيابة بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وتحديد هوية الشخص التي كانت تخاطبه الفتاة والقبض عليه.