طالب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي بالتفاعل مع توجه دولة الكويت الشقيقة، التي أبدت استعدادها لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار مناطق العراق المحررة من تنظيم (داعش) الإرهابي. ودعا - في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام مجلس النواب العراقي - إلى تعزيز العلاقات الوثيقة والاستراتيجية بين العراق وجواره ومحيطه العربي لتصل إلى أعلى المستويات. وقال مخاطبا أعضاء البرلمان العراقي: "إن هذا ما نعمل عليه معكم ومع جميع أبناء الشعب العراقي مسئولين ومواطنين، وهو ما دعانا إلى التشرف بزيارتكم في هذه الأيام المباركات التي تسبق الحج إلى بيت الله الحرام". وأكد أنه عبر في أكثر من مناسبة ويؤكد اليوم على دعمه لمشروع المصالحة الوطنية في العراق، وتطبيقه بشكل فعال وحقيقي للحفاظ على اللحمة الوطنية ووحدة البلد، والتعايش السلمي والتفاهم بين أبناء الشعب العراقي كافة. وأعرب عن حرص البرلمان العربي على نجاح مشروع التسوية التاريخية بين أبناء الشعب العراقي، ودعمه في جميع المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، لتحقيق هذه التسوية التي يتطلع إليها كل الشعب العربي. وقال إن الحوار البناء، سيعطي تصورًا واضحًا لمستقبل أفضل للشعب العراقي، لأن الأزمات السياسية المتوالية التي شهدها العراق، ونأمل ألا يشهدها في المستقبل، لا تصب سوى في مصلحة أعدائه، خاصة بعد الجروح العميقة التي سببها إرهاب داعش البغيض، وهو ما يستوجب معالجة كل الإشكالات السياسية والاجتماعية، وآثار دخول الإرهاب إلى العديد من محافظاتالعراق، والخراب المجتمعي والعمراني الذي نتج عن هذا الاحتلال. وأكد أنه أصبح من الضرورة بمكان، الإسراع بحل مشكلة النازحين وعودتهم إلى ديارهم التي نزحوا منها، بسبب الإرهاب الظلامي وقال "لقد طالبنا ونؤكد على طلبنا اليوم من الدول العربية وجامعة الدول العربية، والمجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، تحمل مسئولياتهم والقيام بدورهم تجاه مشكلة المهجرين وما يعانوه من ظروف إنسانية صعبة، ومساندة ودعم الدولة العراقية لحل هذه المشكلة". وجدد الدكتور مشعل بن فهم السلمي دعم البرلمان العربي لجهود العراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، هذا التنظيم الذي يشكل تهديدًا ليس لدولة ومجتمع العراق الشقيق فحسب، بل للأمة العربية جمعاء، كما يمثل تهديدًا لأمن وسلامة دول ومجتمعات العالم كافة. وأشاد السلمي، أمام مجلس النواب العراقي، بأرض بغداد السلام، التي كانت ولازالت وستظل، فخر ومعلم من معالم الحضارة العربية والإسلامية، ومنارةً ومركزًا لعروبتها وثقافتها. وقال" إن البرلمان العربي له موقف ثابت منذ قيام تنظيم داعش الإرهابي باحتلال مدينة الموصل والمدن العراقية الأخرى، فأدان هذا الاحتلال وأعلن تضامنه التام والكامل مع دولة وشعب العراق، وطالبنا بدعم جهود دولة العراق في تحرير وبسط سيادتها على أراضيها كافة، ومساندتها في مواجهة ما يقوم به تنظيم داعش من جرائم وانتهاكات وحشية ضد أبناء الشعب العراقي". وأضاف" لقد أكدنا على سيادة الدولة العراقية، وعدم التدخل في شئونها الداخلية والمساس بوحدة أراضيها، وطالبنا دول الجوار أن تكون العلاقة مبنية على احترام سيادة دولة العراق والمصالح المشتركة، كما رفضنا وجود أية قوات أجنبية على الأراضي العراقية دون موافقة من دولة العراق، واحترام سيادة الدولة العراقية على أراضيها كافة وحدودها ومنافذها". وثمن رئيس البرلمان العربي موقف الدول العربية التي شاركت في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا. وتقدم رئيس البرلمان العربي بأخلص التهاني لجمهورية العراق رئيسًا وحكومة وبرلمانًا وشعبًا بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير مدينة الموصل ومعظم المدن العراقية، ومثمنًا التضحيات الكبرى التي قامت بها القوات المسلحة العراقية، لمحاربة هذا التنظيم المجرم، والتي كان لتلاحم الشعب العراقي بكل أبنائه وأطيافه أبلغ الأثر في هذا الانتصار. وقال إن العراق استطاع بعد أن اجتاز هذه المرحلة الصعبة، أن يثبت للعالم أجمع، ورغم كل التحديات الجسام التي واجهها، أنه بلدٌ قويٌ وموحدٌ بسواعد أبنائه المخلصين. وأشار إلى أن البرلمان العربي يدعم قيام حكومة وطنية عراقية موحدة، تعمل على تخطي الصعاب وتوفير الحياة الكريمة لأبناء الشعب العراقي كافة، لأن ظروف المرحلة الحرجة تتطلب العمل من أجل عراق موحد. وأعرب عن تطلعه إلى عودة العراق لمكانته وقوته ومركزه التاريخي، على المستوى العربي والإقليمي والدولي، مؤكدا أن العراق هو أحد أهم الركائز الأساسية للبيت العربي، ويجب أن يأخذ دوره في العمل العربي المشترك مساندًا وداعمًا لقضايا الأمة العربية، كونه أحد مؤسسي جامعة الدول العربية. ونوه الدكتور مشعل السلمي بأن العراق يكتسب هذه المكانة من خلفيته التاريخية وعراقة شعبه وهويته العربية الأصيلة. وقال" إننا على قناعة بأن العرب يتقاسمون ذات الانشغالات في ظل الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية، من احتلال للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، ومن هجمات إرهابية، وتدخلات خارجية، الأمر الذي يدعونا جميعًا، للعمل والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه التحديات. ودعا في هذا الإطار إلى تعزيز التضامن العربي، وتنسيق السياسات والمواقف والجهود، بما يخدم قضايا ومصالح الأمة العربية، ويُحقق الأمن والسلم للمنطقة العربية والعالم أجمع. وقال السلمي" إنه يؤمن بأن العمل البرلماني العربي قادر على الإسهام في استنهاض الهمم العربية الرسمية والشعبية، ومعالجة التحديات، وتقديم الحلول، وتحقيق تأثير إيجابي في صناعة القرار العربي الرسمي، بما يرقى إلى مستوى طموحات أمتنا العربية، والاستجابة لتطلعات وآمال أبناء الأمة العربية في حاضرها ومستقبلها".