يعتقد بعض النشطاء السياسيين، والشباب الثوريون، أن ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين، من مسيرات وشغب فى الشارع المصري هو حق أصيل لها مثلها مثل أي طرف آخر فى العملية السياسية يريد أن يتظاهر أو يعبر عن رأيه بحرية في مجتمع أصبح مفتوحًا بعد ثورة يناير 2011. لكن هؤلاء – ومعهم بعض المواطنين البسطاء – جانبهم الصواب فى تعريف وتوصيف المعنى الحقيقى لكلمة "تظاهر"، وربما يكونوا معذورين فهم يشاهدون كافة أشكال التجاوزات في المظاهرات والاعتصامات خلال ثلاث سنوات لدرجة أنهم ظنوا أن هذه التجاوزات تعد بمثابة أمور عادية في بلد به قدر من الحرية!! ما يحدث في مسيرات الإخوان والألتراس من شغب وقطع طرق وائتلاف لمؤسسات الدولة وممتلكات مواطنين - يتصادف تواجدهم دون عمد في أماكن هذه المسيرات - لا يجعلنا نصف هذه الظاهرة بأنها "تظاهرة" أو "تظاهرة سلمية" أو أي مصطلح آخر يضفي شرعية لهذه الأعمال التخريبية. فقط يمكن توصيف هذه الحالة بأنها شكل من أشكال الإرهاب الناعم الذي تقوم به هذه الجماعات بقصد ترويع المواطنين وتخريب الممتلكات وتعطيل كافة أشكال الحياة اليومية للناس. والإرهاب عامة لا يمكن توصيفه فقط بقيام إنتحارى بتفجير قنبلة فى مجموعة من المواطنين أو قيام آخر بتفخيخ سيارة لتفجير منشأة أو قتل عدد أكبر من الناس. ووفقا للعديد من القواميس والمراجع السياسية الدولية، فالإرهاب يعد شكل ممنهج من أشكال العنف أو التهديد باستخدام العنف من قبل مجموعة ما تريد أن توصل رسالة سياسية عن طريق ترويع أمن مجموعة أكبر من الناس. للأسف هناك حالة من السخط العام بين غالبية المواطنين من هذه المسيرات والتراخي الأمني في مواجهتها. وهذا الأمر ربما لا يدركه كثير ممن يعملون بالسياسة الآن. فلا يمكن أن تتسامح مواطنة فى حقوقها مع متظاهرين اعترضوا طريقها وتعدوا عليها لمجرد تصادف وجودها فى مكان مسيرات الإخوان ولا يمكن أن يتسامح آخر مع هؤلاء الذين شوهوا زجاج سيارته وواجهتها بشعارات الإخوان و"عودة شرعية مرسي" أو آخر شوهوا واجهة منزله ب "الإسبراي" الأسود بنفس العبارات أو آخرين أصيبوا من جراء حرق ترام الطيران. لن يقبل هؤلاء المواطنين تهديد حياتهم وممتلكاتهم بهذا الشكل الانتقامى الذى تستخدمه جماعة الإخوان المسلمين، والذين ربما وجدوا ضالتهم فيه محليا ودوليا، فهم يقومون بتسويق مايقومون به خارجيا على أنه شكل من أشكال المقاومة السلمية ويشتكون من تعرضهم لإضطهاد ممنهج من الشرطة والجيش بسبب اعتراض مظاهراتهم السلمية، وفى نفس الوقت يوجهون رسالة داخلية للناس هنا بأن شوكتهم أصبحت أقوى الآن وأنهم سقومون بمعاقبتهم يوميًا على رفضهم حكم الإخوان ومشاركتهم في تظاهرات 30 يونيو.